PDF تحميل 

إعداد: إدارة البحوث والدراسات بمركز سيف بن هلال

المستخلص:
النيجــر بلــد مــن أفقــر البلــدان فــي العالــم، وذو الحـد الأدنى مـن الخدمـات الحكوميـة، وهـو يحتـل المرتبـة الأخيرة علـى مسـتوى العالـم فـي مؤشـر التنميـة البشـرية لبرنامـج الأمم المتحـدة الإنمائي، كثيــرًا مــا يتعطــل الاقتصاد الزراعــي القائــم علــى الكفــاف إلــى حــد كبيــر؛ بســبب موجــات الجفــاف الممتــدة فــي منطقــة الســاحل فــي إفريقيــا. وبالرغــم مــن ذلــك، تواصــل حكومــة النيجـر محاولاتهـا لتنويـع الاقتصاد مـن خلال زيادة إنتــاج النفــط ومشــاريع التعديــن، بالإضافة إلــى ذلــك، تواجــه النيجــر مخــاوف أمنيــة متزايــدة علــى حدودهــا بســبب تهديــدات خارجيــة مختلفــة، بمــا فـي ذلـك انعـدام الأمن فـي ليبيـا، وامتـداد الصـراع والإرهاب فـي مالـي، والتطـرف العنيـف فـي شـمال شــرق نيجيريــا.

وقد سُـميت “النيجـر” بهـذا الاسم، والـذي ينطـق باللغـة الأصلية “نــي زهيــر”، نســبة إلــى نهــر النيجــر البالــغ طولــه 4200 كــم، والــذي يبــدأ مــن غينيــا مــرورًا بمالــي وجنــوب غــرب النيجــر وغــرب نيجيريــا انتهــاء ببنيـن. واسـم النهـر مأخـوذ مـن المصطلـح الأصلي” نــي جيــر”، ويعنــي “نهــر جيــر”، عاصمــة الدولــة هــي “نيامـي”، وهـذا الاسـم- وفقًـا للتقاليـد هنـاك- كان فـي الأصل موقعًا لقرية صيـد سُـميت علـى اسـم شــجرة محليــة بــارزة يشــار إليهــا باســم “نيا نيــام”، تقـع النيجـر فـي غـرب إفريقيـا، جنـوب شـرق الجزائر، بتعــداد يبلــغ 25،396،840 نســمة، وتتكــون مــن 7 مناطــق إداريــة كبــرى، وهــي: “أجاديــز”، و”ديفــا”، و”دوســو”، و”مــارادي”، و”تاهــوا”، و”تيالبيــري”، و”زينــدر”،بالإضافة إلى “نيامــي”، وهــي منطقــة إداريــة مســتقلة تقــع داخــل منطقــة “تيالبيــري” الإدارية.

نشــأت دولــة النيجــر الحاليــة مــن البــدو الرُّحـَّـل فــي شــمال الصحــراء الكبــرى والمزارعيــن فــي الجنــوب،كانــت مملكــة “تاكيــدا الطورقيــة” واحــدة مــن أكبــر الممالــك فــي الشــمال، ولعبــت دورًا بــارزًا فــي التجـارة الإقليمية فـي القـرن الرابـع عشـر. ووجـدت المجموعــات العرقيــة الأساسية “ســونغاي- زارمــا” فــي الجنــوب الغربــي، و”الهوســا” فــي الوســط، و”كانــوري” فــي الشــرق. وعندمــا وصــل المسـتعمرون الأوروبيون فـي القـرن التاسـع عشـر، كانـت المنطقـة عبـارة عـن تجمـع لممالـك محليـة متباينــة، وفـي أواخـر القـرن التاسـع عشـر، اتفـق البريطانيـون والفرنسـيون علـى تقسـيم المناطـق الوسـطى من نهــر النيجــر، وبــدأت فرنســا غزوهــا لمــا أصبــح فيمــا بعـد مسـتعمرة النيجـر.