الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تقارير ← هل تستحوذ “الصين” على سوق السيارات الكهربائية عالميًّا؟
استحوذت الصين على 63.5% من السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية المباعة في العالم في عام 2023؛ حيث قامت الصين ببيع 8.87 مليون سيارة في السوق الصينية عام 2023، أي بزيادة 37% عن عام 2022، وتقود الصين دول العالم في الاعتماد على السيارات التي تعمل بالطاقة المتجددة؛ حيث ساهمت السيارات التي تعمل بالطاقة المتجددة بـ30% من إجمالي السيارات المباعة في الصين، سواء تعمل بالطاقة المتجددة أو لا.
ويوضح الرسم البياني التالي أن الصين هي أكبر دول العالم مساهمة في تصدير السيارات الكهربائية بنسبة 60%، وتساهم أوروبا بنسبة 15% والولايات المتحدة الأمريكية 8%:
وضعت الصين عددًا من الأهداف للتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية؛ حيث جاء الهدف الأول بخصوص أن يكون 20% من السيارات الصينية المنتجة تعتمد على الطاقة المتجددة بحلول عام 2025، وبالفعل تحقق ذلك الهدف حتى قبل الوصول للموعد المحدد وبالتحديد في عام 2022، وجاء الهدف الثاني متمثلًا في أن تكون السيارات المعتمدة على الطاقة المتجددة مكتسحة السوق الصينية بحلول عام 2035.
والذي ساعد السيارات الكهربائية الصينية في الصعود العالمي هو الإجراءات التي قامت الحكومة الصينية باتخاذها، ومنها الدعم المالي للمصنعين، بجانب الحد من استيراد السيارات الكهربائية غير الصينية مما أعطى للسيارات الكهربائية الصينية ميزة تنافسية.
بالنظر لشركات السيارات الكهربائية الصينية سنجد أن “بي واي دي” هي الأعلى مساهمة في بيع السيارات الكهربائية الصينية؛ حيث ساهمت بـ526 ألف سيارة في الربع الرابع من عام 2023 فقط، في حين ساهمت شركة “تسلا” المملوكة للأمريكي إيلون ماسك بـ484 ألف سيارة في نفس الربع، وأنتجت “بي واي دي” 3 ملايين سيارة كهربائية في عام 2023 في مقابل 1.81 مليون سيارة كهربائية منتجة من شركة “تسلا”.
ويستمر القلق الأوروبي من الصعود الصيني في مجال السيارات الكهربائية؛ حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة “دون إنسايتس” مايكل دون إن أوروبا تعاني من نقص تصنيع السيارات الكهربائية، بجانب القيود المفروضة على استيراد السيارات الكهربائية الصينية والتي تعتبر إلى حد ما رخيصة مقارنة بنظيراتها الأوروبية.
ويعد أحد الأسباب وراء كون السيارات الكهربائية الصينية أرخص نسبيًّا من الأوروبية أن الصين تستخدم بطاريات الليثيوم “أوتو0 3” التي تعد أرخص من بطاريات “مودل 3” التي تستخدمها “تسلا”.
ويتوقع المحللون السياسيون أن الولايات المتحدة وأوروبا في طريقها للحد من وجود الصين كفاعل أساسي في البنية التحتية لصناعة السيارات الكهربائية لاعتبارات المخاطر الأمنية؛ مما سيؤثر بالتأكيد على الوصول للحياد الكربوني في أوروبا والغرب.
وقال موقع “دويتشه فيله” الألماني إن الاتحاد الأوروبي يخطط للاستثمار في السيارات الكهربائية الأوروبية من خلال إعادة تدوير البطاريات الخضراء لتصبح معتمدة ذاتيًّا على نفسها ولا تحتاج لاستيراد المواد الأساسية لتصنيع السيارات الكهربائية من الصين، ومن المتوقع أن تقوم أوروبا بإعادة تدوير 2100 كيلو طن سنويًّا من البطاريات بحلول عام 2040 مقارنة بـ50 كيلو طن يتم تدويرها حاليًّا سنويًّا.
وقالت مرسيدس إنها تبني مصنعًا تجريبيًّا في جنوب غرب ألمانيا، وبالتحديد مدينة كوبنهايم؛ بهدف إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية، على أن يبدأ تشغيله بحلول منتصف عام 2024.
وبالرغم من جهود أوروبا في إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية فإن الصين تظل حتى الآن متقدمة على أوروبا بعشر مرات في هذا المجال.