الرئيسية ← الأخبـــــــار ← الطاقة الغير متجددة ← توقف صادرات النفط من “جنوب السودان”بعد انفجار خط أنابيب
توقفت صادرات النفط من جنوب السودان بشكل مفاجئ، وذلك بعد انفجار كبير في خط أنابيب يقع في منطقة الحرب الأهلية التي اندلعت منذ عام في السودان، وفي ضوء ذلك أعلنت السودان حالة القوة القاهرة على صادرات النفط؛ حيث لم يعد يتلقى الإمدادات من دولة جنوب السودان بعد الانفجار الأمر الذي يسمح له بترك التزاماته التعاقدية.
ووقع الحادث بالقرب من “منطقة العمليات العسكرية” على بعد 11 ميلًا شمال محطة الضخ الأمر الذي يعني عدم تمكن المهندسين من الوصول للمنطقة لإجراء الإصلاحات، وفي ضوء ذلك أرسلت منصة الطاقة طلبًا للتعليق لوزارة الطاقة والنفط والسودانية ولكن لم يتم الرد.
ويعتمد جنوب السودان على شبكة من خطوط الأنابيب والمصافي والموانئ لدى جارته الشمالية لتصدير الخام والذي ينتجه إلى السوق العالمية، وأكد وزير الطاقة والنفط في السودان “محيي الدين نعيم” أن الأضرار التي جاءت بخط الأنابيب اكتشفت لأول مرة في 10 فبراير 2024 عندما تعثر تدفق النفط الخام في رسالة وجهها للشركات العاملة في نقل نفط جنوب السودان.
وتلاشى الانسداد الناجم عن التبلور في خط الأنابيب بسبب نقص وقود الديزل بهدف تخفيف الخام، ونتج عن ذلك فقدان شديد في الضغط وتسرب النفط، وحل تلك القضايا يواجه عدة تحديات تعود لظروف الحرب الجارية في السودان.
والبنية التحتية النفطية في السودان تتعرض لأزمات مستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية خلال إبريل 2023، وصادرات النفط من جنوب السودان لمحطة التصدير في السودان بلغت حوالي 1.2 مليون برميل فقط حتى الآن خلال شهر مارس الجاري، بالمقارنة مع شهر فبراير 2.2 مليون برميل وما يقرب من 6 ملايين خلال شهر يناير.
وأوضح وزير الطاقة والنفط السوداني “محيي الدين نعيم” أن انفجار خط الأنابيب أدى لتعليق صادرات النفط الخام عبر ميناء بورتسودان، وفي ضوء ذلك أعلنت السودان حالة القوة القاهرة التي تمنع السودان من الوفاء بالتزاماتها في تسليم النفط الخام من خلال نظام النقل التابع لشركة بشاير لخطوط الأنابيب بابكو لمحطة بشاير 2 البحرية.
والخرطوم أخطرت جوبا في يوم 10 فبراير بأن مشغل خط أنابيب الجبلين – بورتسودان لاحظ وجود قيود على التدفق في محطة الضخ رقم 5 وتم وقوع حادث تبلور بين محطتي الضخ 4،5 والتي تقعان في منطقة العمليات العسكرية، الأمر الذي منع الشركة المشغلة من الوصول بسبب الحرب ولم تتمكن من إمداد محطة الضخ رقم 4 بالديزل اللازم لتسخين النفط الخام لمنع التبلور.
وأزالت شركة بابكو بعد ذلك التبلور وتم استئناف التدفق وتوقف في اليوم التالي بعد اكتشاف انخفاض حاد في الضغط، وتم عقد تحقيق في الأمر وحدث صدع كبير على بعد 18 كيلومترًا شمال محطة الضخ رقم 3 وتعتبر تلك المنطقة منطقة عسكرية، والإصلاح تم إرساله للمنطقة لكن لم يتمكنوا من البدء في العمل إلا بعد الحصول على تصريح أمني.
وصرح وزير الطاقة والنفط في السودان بأن السودان فقدت نحو 7 ملايين برميل من النفط الخام ويرجع ذلك للحرب الأهلية الجارية، وتم التحدث مع الوزير عن تخريب مستودع الخام في مصفاة الخرطوم الأمر الذي أدى لخسارة وفقدان 210 آلاف برميل كانت موجودة بالإضافة لتدمير مستودعات الغازولين والغاز.
والمصفاة إلى الآن لم تعمل بسبب الحرب وتضررت أجزاء مكملة لعملها مثل مركز التحكم في توزيع المنتجات البترولية، خاصة بعد تكريرها وخروجها من المصفاة ومستودعات التخزين الخاصة بالمشتقات داخلها بالإضافة لمراكز التخزين التي تستوعب الخام الداخل إليها قبل عمليات التكرير.
ومستوى الإنتاج أصبح متدنيًا ويرجع ذلك لخروج عدد من الحقول المنتجة للنفط من دائرة الإنتاج؛ بسبب الحرب ودخول القوات المتمردة إلى هذه الحقول والتسبب في تعطيل العمل بها الأمر الذي أدى إلى أدنى مستوىللإنتاج اليومي لأقل من 15 ألف برميل يوميَّا.
وتوجد خطة استراتيجية تمتلكها السودان تبدأ من عام 2024 إلى 2028 لتحسين القطاع في ضوء الرؤية الاقتصادية التي تضعها السودان بعد الخروج من الحرب، وتوجد فرصة كافية للسودان حيث تمتلك احتياطيًّا من النفط يصل لنحو 6 مليارات برميل واستخراج قرابة 20% فقط من هذه الكمية ويوجد نحو 12 حوضًا رسوبيًّا في مواقع مختلفة ومتنوعة واحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي في وسط السودان وشرقه.