الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تغيٌر مناخي ← التغير المناخي يهدد مستقبل النحاس.. وأسعاره تقفز لأعلى مستوياتها منذ عامين
لامست أسعار النحاس أعلى مستوياتها منذ عامين، مدفوعة بتوقعات ازدياد الطلب على المعدن في ظل التحول نحو الطاقة النظيفة.
لكن في المقابل، تُلقي دراسة حديثة لشركة “برايس ووترهاوس كوبرز” بظلال من القلق على مستقبل إمدادات النحاس؛ حيث تُشير إلى مخاطر جسيمة قد يُشكلها تغير المناخ على هذا القطاع الحيوي.
وأشارت الدراسة إلى بُعد جديد لمعضلة النحاس؛ حيث كشفت أن أكثر من نصف مناجم النحاس العالمية ستكون في مناطق معرضة لمخاطر الجفاف التي تعتبر كبيرة أو عالية أو شديدة، حتى في ظل سيناريو الانبعاثات المنخفضة المتفائل لعام 2050.
ويُعد الجفاف أحد مخاطر تغير المناخ الرئيسية التي تُهدد إمدادات النحاس، ففي زامبيا، على سبيل المثال، تواجه مناجم النحاس نقصًا حادًّا في إمدادات الكهرباء بسبب الجفاف الذي يعصف بالمحطات الكهرومائية، وفي شيلي، أدى نقص المياه إلى خفض إنتاج النحاس في السنوات الأخيرة؛ مما دفع الصناعة إلى الاستثمار في استخدام مياه البحر.
بينما تُشير توقعات الطلب إلى ارتفاع أسعار النحاس على المدى القصير، وتُنذر دراسة “برايس ووترهاوس كوبرز” بمخاطر طويلة الأجل على إمدادات هذا المعدن الحيوية.
ويُشكل تغير المناخ تهديدًا متزايدًا لقطاع التعدين؛ مما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة على مستوى عالمي لتخفيف هذه المخاطر وضمان استقرار إمدادات النحاس في المستقبل.
يُذكر أن أسعار النحاس ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة؛ لتتجاوز 10 آلاف دولار للطن المتري لأول مرة منذ عامين، ويعود هذا الارتفاع إلى توقعات نقص وشيك في المعروض، وسط صعوبة تلبية المناجم للطلب المتزايد من قطاعات استراتيجية مثل صناعة السيارات الكهربائية والبنية التحتية لشبكات الكهرباء ومراكز البيانات.