الرئيسية ← الأخبـــــــار ← طاقة متجددة ← الصخور الساخنة.. هل تصبح بديلاً للوقود التقليدي؟
يعكف كثير من الباحثين على دراسة التغييرات المناخية والحد منها، ومن تلك الدراسات دراسة تناقش آثار الوقود الأحفوري الذي ينتج ثاني أكسيد الكربون، وإيجاد بعض البدائل، ومن ضمن هذه البدائل “الصخور الساخنة” التي تعمل بالطاقة الشمسية، خاصة أنها ليست ابتكارًا جديدًا ولكنها فكرة قديمة؛ حيث استخدم الإنسان القديم الصخور الحرارية، فكان يضع الأحجار على النار حتى تصل للحرارة المطلوبة ثم يستخدمها في التدفئة.
وأعادت شركة أنتورا إنيرجي- وهي شركة متخصصة تعمل في مجال الطاقة النظيفة- هذه الفكرة مجددًا؛ حيث تقوم على تخزين الحرارة في الصخور بكميات كبيرة تكفي لتلبية احتياجات الصناعة من الطاقة بدلًا من الوقود الأحفوري.
ويرى الخبراء أنها فكرة صاعدة وحل ثوري يفتح أسواقًا بمليارات الدولارات؛ حيث إنها تقوم على تسخين الصخور، ليس عن طريق الفحم أو الغاز، إنما عن طريق امتصاص حرارة الشمس باستخدام الألواح الشمسية، وسوف توفر طاقة لتشغيل أكبر المصانع بالعالم؛ حيث إنها تعتمد على الطاقة المتجددة قليلة التكلفة، كالشمس والرياح المستخدمَتَيْن في صناعة البطاريات في السيارات والمنازل.
وتقوم الشركة بوضع أنواع مختلفة من الصخور بطريقة منتظمة داخل الصندوق، تصل درجة حرارتها إلى 1600 درجة مئوية، وهي أعلى من درجة انصهار الحديد. وتستخدم في تصنيع بطاريات للسيارات ناتجة عن الصخور الساخنة تخزن الطاقة بما يوازي عشرة أضعاف بطاريات أيون الليثيوم.
وتعود الفكرة إلى القرن الـ19؛ حيث كان هناك ما يسمى بمواقد “كوبر” التي تستخدم في مصانع الصهر، تقوم على أبراج ضخمة مصنوعة من الطوب المكدس تمتص الحرارة الناتجة عن فرن التسخين حتى تصل إلى حوالي 3000 درجة مئوية، وتوفر 100 ميجاوات من الطاقة تكفي لـ20 دقيقة.
ولكي يصبح العالم خاليًا من الكربون فإنه يحتاج إلى 240 تيرا وات/ ساعة من الطاقة المخزنة، ومن الممكن أن نحصل على نصف سعة التخزين لعالم خالٍ من الكربون من البطاريات الحرارية بسبب قلة تكلفتها ووفرة المواد الخام اللازمة لتصنيعها، وفقًا للخبراء.