الرئيسية ← الدراسات والبحوث ← أمـــــــن الطاقـــــــة ← سيناريوهات الخلاف العربي الإيراني
إعداد: أ. محيي الدين سعيد, محلل سياسي
المستخلص:
وسـط مؤشـرات علـى تقـارب واضـح فـي العلاقـات الخليجيـة الإيرانيـة، جـاءت إثـارة ملـف “حقـل الـدرة” المتنـازع عليـه بيـن كل مـن السـعودية والكويـت مـن جانـب وإيـران من الجانـب الآخر؛ لتثيـر العديـد مــن التساؤلات، سـواء حـول مسـتقبل العلاقات الخليجيـة الإيرانية، أو حـول السـيناريوهات المطروحـة لمسـتقبل هـذا النـزاع القديـم المتجـدد، وموقـف القانـون الدولـي منهـا.
حقــل الــدرة، تــم اكتشــافه فــي عــام 1967 ويقــع شــمال الخليــج العربــي علــى شــكل مثلــث مائــي، يمتــد مــن أسـفل نقطـة الحـدود الثلاثيـة المشـتركة بيـن الكويـت والعـراق وإيـران، ويمتـد جنوبـًا ليقـع الجـزء الأكبـر منـه مقابل ســاحلي الكويــت والمنطقــة المحايــدة الكويتيــة الســعودية، كمــا يقــع جــزء مشــترك مــن الحقــل مــع الجانــب الإيراني، وقـد تعـددت وتنوعـت محطـات إثـارة الملـف فـي أعـوام مختلفـة، ودرجـات متباينـة مـن الضجـة حولـه، وكان أولــى المحطــات فــي فتــرة الســتينيات، عندمــا منحــت إيــران حــق التنقيــب والاستغلال للشــركة الإيرانية البريطانيـة للنفـط، فـي حيـن منحـت الكويـت امتيازًا لشـركة رويـال داتـش شـل، وقـد تداخـل الامتيازان فـي الجـزء الشـمالي مـن حقـل الـدرة.
مـن بيـن محطـات الخلاف أيضًـا، جـاءت محطـة الإعلان عـن توصـل الريـاض والكويـت لاتفـاق بشـأن الحـدود البحرية بينهمـا عـام 2000، وقامـت شـركة الخفجـي بإرسـاء حـق التطويـر والإنتاج علـى شـركة شـل فـي عـام 2012،عـام 2015 شـهد أيضًـا محطـة فاصلـة فـي تاريـخ حقـل الـدرة، حيـن أعلنـت إيـران مشـروعًا لتطويـره؛ ليصبـح محـل نـزاع بيـن طهـران والكويـت، وكانـت الأخيرة قـد اتفقـت فـي 7 يونيـو 2006 مـع السـلطات السـعودية علـى تطويـر حقـل الـدرة الغـازي للوصـول إلـى إنتـاج نحـو 600 مليـون قـدم مكعـب مـن الغـاز فـي غضـون نحـو أربـع سـنوات، وتـم الاتفاق علـى اقتسـامها بالتسـاوي بيـن البلدين.
وفــي 26 أغســطس 2015، اســتدعت الخارجيــة الكويتيــة القائــم بأعمــال الســفارة الإيرانية لديهــا احتجاجًا علــى طــرح إيــران مشــروعين لتطويــر حقــل الـدرة النفطي، حســبما ذكــرت الخارجيــة الكويتيــة، وقالـت الخارجيـة الكويتيـة إنهـا سـلمت مذكـرة احتجـاج بسـبب تقاريـر أشـارت إلـى قيـام شـركة النفـط الوطنيـة الإيرانية بإصــدار نشــرة بشــأن الفــرص الاســتثمارية النفطيــة فــي إيــران متضمنــة فرصــًا للاســتثمار فــي أجــزاء مــن امتــداد حقــل الــدرة، الواقــع فــي المنطقــة البحريــة المتداخلــة التــي لــم يتــم ترســيمها بيــن الكويت وإيران.