You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

المؤشرات والإحصاءات

الرئيسية  ← المؤشرات والإحصاءات  ← تقارير احصائية  ← بالأرقام والإحصائيات..الطاقة الكهرومائية في شرق “إفريقيا” تنعش الاقتصاد الإفريقي

بالأرقام والإحصائيات..الطاقة الكهرومائية في شرق “إفريقيا” تنعش الاقتصاد الإفريقي

الباحث: أحمد محمود كمال
تتميز منطقة شرق إفريقيا بموارد مائية تمكِّنها من أن تنشط في مجال الطاقة الكهرومائية، ما بين حوض النيل، وبحيرات الوادي العظيم، والعديد من الأنهار. وتعد مشروعات الطاقة الكهرومائية من أهمّ المشروعات التي تُساهم في تحقيق التنمية المستدامة في دول شرق إفريقيا، على الرغم من العقبات المتتابعة التي تواجه تلك المشروعات من غياب التمويل وضعف البنى التحتية وغياب الخبرات.

ويقدم “مركز سيف بن هلال” في هذا التقرير الوصفي والتحليلي رصدًا للمشروعات في هذه المنطقة، سواء الحالية أو التي يتم بناؤها حاليًّا، ويناقش نشأتها وما تنتجه وكلفة إنتاجها، ويستعرض نسبة الكهرباء النظيفة المنتجة من محطات الطاقة الكهرومائية من إجمالي إنتاج الكهرباء.

الطاقة الكهرومائية فرصة لإنعاش سوق الطاقة:
تتمتع المنطقة بموارد طبيعية هائلة تجعلها مهيأة لإنتاج الطاقة الكهرومائية، ويتضح من الأرقام المبينة بالشكل التالي أن إثيوبيا تنتج الكهرباء – من 11 سدًّا على أراضيها – بقدرة 14 ألف جيجاهرتز، تليها كينيا وأوغندا، ويُترجم هذا إلى فرص اقتصادية كبيرة؛ حيث تعد الطاقة الكهرومائية مسؤولة حاليًّا عن أكثر من 80% من توليد الكهرباء في المنطقة ، وبشكل عام تشكل الطاقة الكهرومائية أكثر من 80% من إجمالي إنتاج الكهرباء في تلك المنطقة .

مشروعات الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بين عسر ويسر

المشروعات الصغيرة تنجح في “تنزانيا”:
ولا يجب الاعتماد بالضرورة على مشروعات عملاقة، بل إن تجربة تنزانيا الصغيرة من التجارب الناجحة، فقد تم توقيع حكومة تنزانيا مع البنك الإفريقي للتنمية ووكالة التنمية الفرنسية – في إبريل 2023- على اتفاقيات لقروض تبلغ قيمتها 300 مليون دولار، بالإضافة إلى منحة من الاتحاد الأوروبي بهدف دعم مشروعات التنمية، على أن تخصص لتمويل محطة كاكونو للطاقة الكهرومائية، والتي تتمتع بقدرة تصل إلى 87.8 ميجاوات، وتقع في منطقة كاجيرا في الجزء الشمالي من تنزانيا.

مشروع محطة “روجيجي 3” للطاقة الكهرومائية “تنزانيا، بوروندي، الكونغو، رواندا”:
ومن المشروعات المتوسطة تشارك بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في مشروع مشترك لمحطة روجيجي3 للطاقة الكهرومائية، والذي يعد جزءًا من برنامج تطوير البنية التحتية في إفريقيا(PIDA). ويتضمن المشروع بناء سد على نهر روجيجي بين جمهوريتي الكونغو الديمقراطية ورواندا، فضلاً عن إنشاء محطة توليد طاقة بسعة 147 ميجاوات ومحطة توزيع، ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في زيادة القدرة الكهرومائية في بوروندي بشكل كبير، كما تزيد قدرة رواندا بنسبة كبيرة .

وتكشف الأرقام والإحصائيات ما تمثله الطاقة الكهرومائية من أهمية في القارة الإفريقية، وذلك وفقًا للدراسات والتقارير الدولية، وتؤكد دراسة أجراها البنك الدولي عام 2020 على أن زيادة إمدادات الطاقة الكهرومائية تؤدي إلى زيادة فرص العمل في دول شرق إفريقيا بنسبة 10%؛ ما يؤدي إلى تحسن مستوى المعيشة في دول المنطقة.

ولعل أهم ما ذهبت إليه المقالات والأدبيات العلمية أن من أهم الفوائد التي عادت على دول شرق إفريقيا من مشروعات الطاقة الكهرومائية هي توفير فرص عمل جديدة في مجالات البناء والتشغيل والصيانة، بخلاف فرص العمل غير المباشرة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية من خلال دعم القطاعات الإنتاجية بالطاقة اللازمة فيما بعد الانتهاء، وعلاوة على ذلك كله من المفهوم أيضًا أن محصلة ذلك كله تحسين مستوى المعيشة.

وبشكل عام تعد مشروعات الطاقة الكهرومائية من أهم المشروعات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في منطقة شرق إفريقيا، وذلك لعدة أسباب: أبرزها ارتفاع تكلفة المشروعات ذاتها قبل أن تدر عائدًا يغطي تكلفتها، بالإضافة إلى نقص الكوادر الفنية في المنطقة الإفريقية نتيجة لتدهور التعليم، وكذلك التأثيرات البيئية مثل البؤر الزلزالية وتغير مسارات الأنهار نتيجة لعوامل تغير المناخ، والتي تهدد استدامة المشروعات، وأخيرًا- وهو العنصر الأكثر بؤسًا – التقلبات الدائمة في النظم السياسية في هذه المناطق، بالإضافة إلى حالات عدم الاستقرار الاجتماعي.

ومما لا شك فيه أن للطاقة الكهرومائية عظيم الأثر على مشروعات التنمية المستدامة، وبين كلتيهما علاقة وطيدة، ونستعين فيما يلي بأدلة من خلال مؤشرات قابلة للقياس كالناتج المحلي الإجمالي للفرد، باعتباره مؤشرًا قويًّا لجودة الحياة ومقارنته بمشروعات الطاقة الكهرومائية وما تنتجه، والتبين سواء من خلال أدبيات سابقة أو من خلال التحليل الإحصائي عن العلاقة بين هذه المتغيرات.


الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والكهرباء المولدة من المحطات الكهرومائية:

الدولةالناتج المحلي الإجمالي للفردالكهرباء المولدة من المحطات الكهرومائية
بوروندي264.3648196.42
إثيوبيا834.991315295.5
كينيا1705.744656.3
رواندا889.7488542.81
تنزانيا1041.7513233.17
أوغندا920.54764637.76

شكل يوضح العلاقة بين الناتج المحلي للفرد والطاقة الكهرومائية:

ويوضح الشكل السابق العلاقة الطردية بين كمية الطاقة الكهرومائية المنتجة والناتج المحلي الإجمالي للفرد في دول شرق إفريقيا؛ حيث تم تتبع المتغيرين من الدول الخمس المختارة (دول شرق إفريقيا) في الفترة من 2000 حتى 2021؛ حيث يظهر خط الانحدار المقدر في الشكل طردية هذه العلاقة في العينة ككل، ويأتي الخط بميل موجب، مشيرًا إلى أنه مع كل زيادة في كمية الطاقة الكهرومائية يزيد الناتج المحلي للفرد زيادة تُقدر بأقل من نصف الزيادة التي حصلت في كمية الطاقة الكهرومائية المنتجة تقريبًا.

وبناء على ذلك تم اجراء اختبار بيرسون للارتباط بين المتغيرين، وأوضحت نتيجة الاختبار وجود ارتباط معنوي موجب بين المتغيرين، وللتركيز على دراسة تأثير الطاقة الكهرومائية على الناتج المحلي الإجمالي للفرد تم تقدير نموذج انحدار، بالاعتماد على بيانات طولية Panel Data.

وأوضحت النتائج وجود تأثير معنوي موجب للطاقة الكهرومائية على الناتج المحلي الإجمالي للفرد في دول شرق إفريقيا؛ حيث يوضح النموذج أنه مع زيادة كمية الطاقة الكهرومائية المنتجة بمقدار 1% يزيد الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 39%.

وبالاعتماد على قيمة p التي تساوي 0.0 تقريبًا، فإن التأثير المقدر يعتبر معنويًّا إحصائيًّا، لكن نظرًا للاعتماد على نموذج بسيط ودون اختبار كامل الفروض الإحصائية للنموذج سيتم الاعتماد على اتجاه التأثير، والإقرار بأن هناك تأثيرًا موجبًا للطاقة الكهرومائية على الناتج المحلي الإجمالي للفرد في دول جنوب شرق إفريقيا بما يتوافق مع الدراسات السابقة.

استنتاجات:
1- امتلاك شرق إفريقيا مقومات للاستفادة من مشروعات الطاقة الكهرومائية بشكل كبير من خلال المحطات والسدود المنتشرة، سواء تحت الإنشاء أو المنشأة بالفعل.
2- أهم معوقات مشروعات الطاقة الكهرومائية غياب الاستقرار السياسي والتقلبات السياسية والاقتصادية.
3- وجود علاقة طردية موجبة ذات دلالة إحصائية بين الطاقة الكهرومائية والناتج المحلي الإجمالي للفرد، ووجود تأثير موجب ومعنوي للطاقة الكهرومائية على الناتج المحلي الإجمالي للفرد.

ملاحق الدراسة:
أولا اختبار الارتباط لبيرسون

للتأكد من العلاقة بين المتغيرين تم اجراء اختبار الارتباط لبيرسون وتوضح نتيجة الاختبار وجود علاقة ارتباط طردية موجبة ذات دلالة إحصائية.

وبناء على قيمة p لم يتم قبول الفرض العدمي القائل بان درجة الارتباط بين المتغيرين تساوي صفر.

نموذج الانحدار المقدر:

اعتمد النموذج على بيانات طولية Panel Data من دول شرق افريقيا في الفترة من 2000 الى 2021، تم اخذ اللوغاريتم الطبيعي لجميع المشاهدات قبل التقدير، وتم التقدير باستخدام نموذج التأثيرات الثابتة Fixed Effects باعتباره نموذج مناسب احصائيا في معظم الحالات وللأخذ في الاعتبار الاختلافات الفردية بين الدول عند التقدير.

توضح نتائج النموذج وجود تأثير معنوي موجب للطاقة الكهرومائية على الناتج المحلي الإجمالي للفرد في دول شرق افريقيا، حيث يوضح النموذج انه مع زيادة كمية الطاقة الكهرومائية المنتجة بمقدار 1% يزيد الناتج المحلي الإجمالي بقدار 39%.

وبالاعتماد على قيمة p التي تساوي 0.0 تقريبا، فان التأثير المقدر يعتبر معنوي احصائيا.