شهدت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا حالة من الارتفاع، خاصة مع بداية شهر يناير، في ضوء حالة قلق من أن تقوم إسرائيل بالرد على الهجوم الذي ارتكبته إيران مطلع الأسبوع الجاري، ومن المتوقع أن يتحول لصراع واسع.

وتجاوز السعر خلال التعاملات الفورية في شمال آسيا 11 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الثلاثاء الموافق 16 إبريل 2024، وارتفع حوالي 40% من نهاية شهر فبراير، وجاء ذلك بعد مكاسب مماثلة في أوروبا والتي تتنافس مع آسيا على مشتريات الغاز الطبيعي المسال، ويغلق المتعاملون مراكز البيع على المكشوف حاليًّا في الغاز؛ حيث يقيِّمون احتمال حدوث تصعيد أوسع في الشرق الأوسط، الأمر الذي يدفع الأسعار بصورة أكبر.

والارتفاع في أسعار الغاز جاء بسبب انخفاض تدفقات الغاز لمرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بمقدار الربع خلال الأسبوع الماضي بسبب أعمال الصيانة، وهو ما يحد من تدفق الإمدادات لآسيا، ويتطلع المستوردون في اليابان لشراء مزيد من الغاز.

وشهدت أسعار الغاز في آسيا وأوروبا تراجعًا لأدنى مستوى منذ 2021 في فبراير بسبب ارتفاع المخزون بالإضافة للطقس الشتوي المعتدل، ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي المسال لكبح الطلب من جانب الدول الناشئة في آسيا التي تتأثر بالأسعار.

ويعتبر السيناريو الأصعب لتصعيد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط هو إغلاق إيران لمضيق هرمز – وهو ممر بحر رئيسي يعبر خلاله 20% من إجمالي تجارة الغاز الطبيعي المسال – وبالرغم من كل ذلك فإن حدوث أي توقف في المضيق يرفع الأسعار لأكثر من 100 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ويعتبر أعلى مستوى على الإطلاق، وصرح المحلل “ريستاد” خلال مذكرة بحثية بأن السوق لم تضع في حسبانها بعد خطر نشوب صراع واسع في الشرق الأوسط مع تقييم أي تأثير محتمل على شحن الغاز لمراكز الطلب في أوروبا وآسيا.