الرئيسية ← الأخبـــــــار ← الطاقة الغير متجددة ← “الصين” تعيد بناء مخزونها من الفحم والغاز مستغلة انخفاض الأسعار
تعمل الصين هذه الأيام على إعادة بناء مخزونها من الفحم والغاز الطبيعي، الوقودين الأساسيين لتوليد الكهرباء؛ استعدادًا لصيف متوقع أن يكون حارًّا وطويلًا.
ويأتي ذلك في ظل انخفاض الأسعار العالمية حتى نهاية إبريل؛ حيث شهدت واردات الغاز الطبيعي قفزة بنسبة 21% مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مشتريات الفحم بنسبة 13%، وهذه الزيادة في واردات الفحم تتحدى التوقعات بانخفاضها عن المستوى القياسي الذي بلغته العام الماضي.
ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته بكين لبلوغ ذروة استهلاك الفحم في عام 2025، يعمل منتجو الفحم في الصين على الحد من زيادة الإنتاج؛ ونتيجة لذلك، تعتمد شركات المرافق بشكل متزايد على الواردات، التي تعتبر ميزة تنافسية في ضوء انخفاض أسعار هذا الوقود نسبيًّا في الأسواق العالمية.
وبلغ متوسط مؤشر اليابان وكوريا لأسعار الغاز الطبيعي المسال- السعر المعياري في آسيا- مستوى أعلى قليلًا من 9 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الأول من العام، منخفضًا من 18 دولارًا في الفترة نفسها من عام 2023.
كما بلغ متوسط أسعار العقود المستقبلية للفحم في ميناء نيوكاسل بأستراليا 127 دولارًا للطن، منخفضًا من 236 دولارًا في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأصبح تأمين الإمدادات من الكهرباء أولوية لصناع السياسة في الصين، خاصة بعد الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي أحدثت اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة.
ومع توقعات بصيف شديد الحرارة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، من المرجح أن يزداد الطلب على تبريد الهواء في الأشهر المقبلة.
ويستمر الطلب على الكهرباء في الصين في النمو، بما في ذلك الطلب الناتج عن استخدام السيارات الكهربائية، في تجاوز المعروض الجديد منها على الرغم من الزيادة الكبيرة في إنتاج البلاد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الأعوام الأخيرة، وينتج عن ذلك استمرار الزيادة أيضًا في احتياج البلاد إلى أنواع الوقود الأحفوري.
ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الكهرباء في الصين بنسبة 8% في النصف الأول من العام الحالي، مع تجاوز ذروة الطلب مستواها القياسي في العام الماضي بواقع 100 جيجاوات، أي ما يعادل استهلاك أستراليا بالكامل من الكهرباء.
وهناك إشارات على وصول الصين إلى نقطة فاصلة بلغت عندها منشآت الطاقة النظيفة الجديدة مستوى يكفي لتلبية الاستهلاك الإضافي؛ مما يؤدي إلى انخفاض استخدام الوقود الأحفوري وكذلك انبعاثاته على المدى الطويل.
وارتفعت أيضًا أسعار الغاز والفحم في الأسابيع الأخيرة؛ ما دفع مستوردي الغاز إلى أن يعرضوا إعادة بيع شحنات موسم الصيف، في إشارة إلى احتمال تراجع طفرة الاستيراد.