You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

الأخبـــــــار

الرئيسية  ← الأخبـــــــار  ← تقارير  ← الهيدروجين الأخضر بـ”العراق” وخطوات للأمام

الهيدروجين الأخضر بـ”العراق” وخطوات للأمام

الأحد ١٨ فبراير ٢٠٢٤

يعد العراق من الدول العربية التي لديها خطة متطورة لإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ حيث يحرص العراق على اللحاق بركب العالم في خفض الانبعاثات الكربونية وإنتاج الكهرباء من مصادر طاقة نظيفة وغير ملوثة للبيئة، واتجه العراق لذلك باعتبار أن الهيدروجين الأخضر أصبح يمثل وقود المستقبل.

وصرح وزير النفط العراقي “حيان عبد الغني”- خلال افتتاحه لمعرض ومؤتمر الطاقة التاسع في العراق والذي تمت إقامته في معرض بغداد الدولي يوم الإثنين الموافق 12 فبراير 2024- باتخاذ العراق خطوات لإنشاء أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ويأتي ذلك بالتزامن مع إعداد مسودة قانون الطاقة المتجددة وإرسالها لمجلس النواب .

وتبلغ السعة الإنتاجية لأول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العراق نحو 800 طن سنويًّا، ويخطط العراق لإنشاء محطة طاقة شمسية تبلغ سعتها الإنتاجية حوالي 130 ميجاوات ولكن لم يتم الكشف عن تكلفة المشروع.

والحكومة العراقية حققت العديد من الإنجازات المتمثلة في استثمارات النفط والغاز بداية من تفعيل جولات التراخيص النفطية والتي كانت متوقفة من قبل الحكومة، ويتزامن ذلك مع حرص المسؤولين على سن تشريع خلال الفترة المقبلة القادمة؛ حتى يؤسس للنهوض بقطاع الطاقة النظيفة من أجل تنويع مزيج الطاقة بالإضافة لخفض الانبعاثات.

وتتم عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي، عبر عملية فصل الماء إلى الهيدروجين والأكسجين، وتأتي الكهرباء المستخدمة في عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة متمثلة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وبعد هذه الخطوة ينتج الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون.

 جهود الحكومة العراقية في تنفيذ المشروع:
بذلت الحكومة العراقية جهدها لتوقيع وتفعيل عقود مشروع الهيدروجين الأخضر نظرًا لأهميته في استثمار الغاز واستعماله في توليد الكهرباء، ووضع العراق خطة هدفها وقف حرق الغاز في الحقول النفطية، ووقع العراق العقود والاتفاقيات الخاصة بمجال الهيدروجين الأخضر، بالإضافة لاتباعه أفضل الممارسات المعمول بها في الصناعات النفطية العالمية.

وتأتي جهود الحكومة العراقية في إنشاء أول مشروع للهيدروجين الأخضر في العراق مع مشروعين لإنتاج الهيدروجين الأزرق، ومن المتوقع أن تبدأ شركة فرنسية- “توتال إنرجي”- العمل على تنفيذهما، وتعمل الحكومة العراقية على تطوير منظومة الكهرباء بهدف الوصول للاكتفاء الذاتي، بالإضافة للبحث عن مصادر متجددة لتفعيل الطاقة الكهربائية، وعملت وزارة النفط العراقية على مضاعفة الإنتاج لأكثر من 4.7 مليون برميل يوميًّا.

وتعمل وزارة النفط العراقية بكل حرص لمواكبة التطورات العالمية الخاصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لأنه مصدر طاقة نظيف ويعتبر وقود المستقبل، ووضعت وزارة النفط في العراق اللبنة الأولى والأساسية لمشروعات الطاقة المتجددة وأولت لتحقيق هذه الخطوة الاهتمام بهدف زيادة المشروعات، وأكدت على استمرار العمل لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة بهدف الاستثمار في الطاقة الشمسية باعتبارها مصدرًا لتغذية المختبرات.

 دور الجهود العراقية في تنمية قطاع الهيدروجين الأخضر:
يحاول العراق ليس فقط تأمين حاجة المواطنين من الطاقة ولكن يعمل على تأمينها بصورة نظيفة ومستدامة، وفي ضوء ذلك تتواصل الجهود لإنجاز أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وباستكمال هذا المشروع سيضع العراق على الطريق الصحيح للتحول للطاقة النظيفة بالإضافة لخفض الانبعاث الكربوني.

وأعد العراق مسودة قانون الطاقة المتجددة ويهدف القانون لتأسيس هيكلية إدارية لهذا الملف الحيوي، بالإضافة لإصدار تشريعات لتسريع العمل به حتى يمهد لتوسيع مشاريع الهيدروجين خلال الفترة القادمة، ويعمل العراق على تأسيس هيكلة إدارية لملف الهيدروجين الأخضر الحيوي بالإضافة لإصدار التشريعات اللازمة بهدف تسريع العمل، وتم إرسال المشروع للمجلس الوزاري وانتقل لمجلس النواب بهدف إقراره، وبدأت وزارة النفط في العراق في تنفيذ أول مشروع للهيدروجين الأخضر في العراق ويأتي ذلك في صالح شركة مصافي الجنوب.

وافتتحت وزارة النفط العراقية أول وحدة لإنتاج الهيدروجين في عام 2022، وجاء افتتاح الوحدة الجديدة في ضوء اهتمام العراق للحاق بركب الدول للتحول للطاقة النظيفة حيث يعتبر الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل.

وأكدت وزارة النفط العراقية أن وحدة إنتاج الهيدروجين الأخضر، والتي تم افتتاحها في مركز البحث والتطوير النفطي للأغراض البحثية تمت من خلال الجهود الوطنية بالإضافة للإمكانيات الذاتية، وصرح مستشار الوزارة لشئون الطاقة “عبد الباقي خلف”- خلال افتتاحه للوحدة- بأن المشروع يعتبر بمثابة الخطوة الأولى للوزارة لكي ينضم العراق للبرنامج العالمي للتحول للطاقة النظيفة وغير الملوثة للبيئة.

ويلتزم العراق بتقليل الانبعاثات الغازية والملوثات بالإضافة لحماية البيئة والمناخ، وأكد العراق على التزامه بأهمية الإيفاء بالتحول نحو مشروعات الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة لمواكبة التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة ومنها اتفاق باريس للمناخ، وفي ضوء ذلك سنعرض القدرات الإنتاجية للوحدة الجديدة.

وصرحت وزارة النفط بأن الطاقة الشمسية تعتبر المصدر الأكثر استخدامًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وقد تصل نسبة انتشار الطاقة المتجددة من 20 إلى 40 % بحلول عام 2030، وبالتوازي مع جهود الدولة لتقليل اعتمادها على النفط والغاز تستمر تكاليف الاستثمار المرتبطة بالطاقة الشمسية والتكنولوجيا في الانخفاض ما يجعل التركيب الاقتصادي لهذه الموارد الوفيرة أكثر جدوى، ويعتبر تطوير مشاريع الطاقة المتجددة يسهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر في العراق؛ وبالتالي يعزز جهود بغداد لتقليل البصمة الكربونية والانتقال لاقتصاد منخفض الكربون.

 الوحدة العراقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر 2022:
تعد هذه الوحدة جزءًا أساسيًّا من جهود الدولة العراقية في مجال الهيدروجين الأخضر؛ حيث تتضمن عملية تهيئة وتشغيل وحدة إنتاج الهيدروجين الأخضر العديد من الخطوات التي تعتمد على الجهد الوطني من قبل الباحثين في مركز البحث والتطوير النفطي، وبلغت القدرة الإنتاجية للوحدة الواحدة حوالي 12 مترًا مكعبًا لكل ساعة، وتعتبر طاقة تكفي لملء أسطوانتين في الساعة من الهيدروجين الأخضر وبدرجة نقاء عالية؛ حيث تبلغ درجة النقاء ما يقارب 99.5%، ويكفي ذلك لسد حاجة الأقسام البحثية لتشغيل الريادة وغيرها من الوحدات والمعدات التي تستخدم الغاز في عملها، ويمكن الاستفادة من ذلك في تجهيز الشركات ومؤسسات الدولة لكي تعمل بالهيدروجين الأخضر.

وبلغت تكلفة إنتاج كيلوجرام واحد من الهيدروجين حوالي 9.6 دولار، وتعتبر هذه التكلفة منخفضة إلى حد كبير بعد اكتمال مشروع الخلايا الشمسية، وفي المقابل بلغ سعر الأسطوانة الواحدة من الهيدروجين الأخضر في السوق المحلية حوالي 200 دولار.

وتعلن الحكومة العراقية عن تبنيها ودعمها لقطاع الهيدروجين الأخضر؛ حيث أعلن العراق في منتدى الطاقة المتجددة والذي أقيم في بغداد عام 2022 على دعمه للاستثمار في القطاع الخاص المنتج والمتطور لتقنيات الهيدروجين الأخضر، وفي ضوء ذلك سنعرض كيف سيؤثر استكمال هذا المشروع على اقتصاد العراق.

 انعكاس مشروع الهيدروجين الأخضر علي “العراق”:
ويرجع الهدف من تنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر إلى مواكبة العراق لركب التقدم خاصة في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة والوصول للصفر الكربوني، وينتج من تنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر عدة نتائج إيجابية تنعكس على العراق؛ حيث سينتج العراق طاقة نظيفة وستبلغ الطاقة الإنتاجية حوالي 3700 ميجاوات خلال عام 2024.

وبالتزامن مع إطلاق أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بدأت وزارة النفط في العراق طرح أول مناقصة؛ لتنفيذ مشاريع حفظ الكربون ممولة من سندات الكربون لمشروع حرق الغاز في الحقل الشرقي في بغداد بطاقة 12 مليون قدم مكعب قياسي، ويعتبر ذلك بمثابة خطوة مهمة في ملف الطاقة العراقي.

ويسعى العراق لتأسيس استراتيجية متكاملة هدفها خفض الانبعاثات الكربونية؛ ليكون التحول للطاقة المتجددة والنظيفة بمثابة مصدر لإنعاش الاقتصاد العراقي، وتعمل الحكومة في ضوء ذلك على إطلاق مشروع الغاز المتكامل وتبلغ السعة الإنتاجية للمشروع حوالي 600 مليون قدم مكعب قياسي، ويتم تنفيذ المشروع من خلال شركة فرنسية “توتال إنرجي”، ويعتبر المشروع قابلًا للزيادة لـ300 مليون قدم مكعب قياسي، بالإضافة لوجود مشروعات أخرى تقام في المنصورية وعكاز بطاقة 300- 400 مليون قدم مكعب.

والعراق وقع ثلاثة عقود لتوليد نحو 2400 ميجاوات ويتوقع العراق أن يتم إنجاز 500 ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول الصيف المقبل، وتعمل وزارة النفط العراقية على تفعيل عقد شركة أكوا باور السعودية لتوليد ألف ميجاوات في محافظة النجف، بالإضافة لتفعيل العقد مع شركة مصدر الإماراتية لتوليد ألف ميجاوات في المناطق الغربية من البلاد، وتعمل بغداد على إطلاق مشروع الغاز المتكامل بسعة 600 مليون قدم مكعب قياسية مع توتال إنيرجي بطاقة 150 مليون قدم مكعب قابلة للزيادة إلى 300 مليون قدم مكعب قياسية.