حذر فاتح بيرول – المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية – أوروبا من تخلفها عن الركب في مجال الطاقة مقارنة بالصين والولايات المتحدة.

ويرجع هذا التأخر، حسب بيرول، إلى “خطأين استراتيجيين هائلين”: وهما الاعتماد المفرط على الغاز الروسي قبل اندلاع أزمة أوكرانيا؛ حيث إن الغاز الروسي كان يُشكل أكثر من 40% من إمدادات الطاقة في أوروبا ولكن نجحت أوروبا في تقليل هذه الاعتمادية بشكل كبير؛ حيث انخفضت النسبة إلى 15% فقط في عام 2023.

والسبب الثاني هو الابتعاد عن الطاقة النووية؛ حيث إنه على عكس دول أخرى، مثل فرنسا والمجر والجمهورية التشيكية، تُعارض دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا والنمسا ولوكسمبورج استخدام الطاقة النووية.

ويُجادل معارضوها بأن مشاريعها باهظة الثمن وتُعاني من التأخير، وأن الأموال المخصصة لها يمكن توجيهها بشكل أفضل نحو مصادر الطاقة المتجددة.

ويُعاني قطاع الصناعة الأوروبية، وخاصة الصناعات الثقيلة، من صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة؛ حيث تُعادل أسعار الكهرباء في الاتحاد الأوروبي ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مثيلاتها في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى تعقيدات اللوائح المنظمة للطاقة.

وعلى الرغم من تحديد الاتحاد الأوروبي في عام 2019 أحد أكثر الأهداف المناخية طموحًا في العالم – مُلتزمًا بخفض الانبعاثات بنسبة 55% عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050- فإن تحقيق هذه الأهداف قد يكون صعبًا دون الاعتماد على مزيج من مصادر الطاقة، ويشمل ذلك الطاقة النووية والطاقة المتجددة.