الرئيسية ← الأخبـــــــار ← الطاقة الغير متجددة ← تعثر صفقة خط أنابيب الغاز بين “روسيا” و”الصين”
توقفت صفقة خط أنابيب الغاز الطبيعي بين روسيا والصين؛ نتيجة لاعتبار موسكو أن مطالب بكين المتعلقة بمستويات الأسعار والعرض غير معقولة.
وصرح ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر بأن الصين طلبت أن تدفع ما يقارب الأسعار المحلية المدعومة في روسيا، مشيرة إلى أنها لن تلتزم إلا بشراء جزء صغير من الطاقة السنوية المخططة لخط الأنابيب التي تبلغ 50 مليار متر مكعب من الغاز.
وبحسب تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية فإن موقف بكين المتشدد فيما يتعلق بخط أنابيب “قوة سيبيريا 2” يركز على دور الحرب في أوكرانيا في جعل الرئيس فلاديمير بوتين يعتمد بشكل كثيف على الزعيم الصيني شي جين بينج للحصول على الدعم الاقتصادي.
وذكر التقرير أن الموافقة على خط الأنابيب كان لها دور في رفع حظوظ شركة جازبروم Gazprom، التي تحتكر تصدير الغاز في الدولة الروسية، عن طريق ربط السوق الصينية بحقول الغاز في غرب روسيا التي كانت قبل ذلك تزود أوروبا.
وتعرضت شركة Gazprom في عام 2023 لخسارة تبلغ 629 مليار روبية، بما يعادل 6.9 مليار دولار، وتعد بذلك الخسارة الأكبر منذ ربع قرن على الأقل، في ظل انخفاض مبيعات الغاز إلى أوروبا، التي نجحت بصورة أكبر من المتوقع في تنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن الطاقة الروسية.
ووفقًا للأشخاص المطلعين على الأمر، اعتبر التوصل إلى اتفاق بشأن خط الأنابيب واحدًا من ثلاثة طلبات رئيسية قدمها بوتين إلى الرئيس الصيني شي عندما التقيا، بالإضافة إلى المزيد من نشاط البنوك الصينية في روسيا، وأن تتجاهل الصين مؤتمر السلام الذي تنظمه أوكرانيا في الشهر الحالي.
وأضافت المصادر أن الاتفاق على خط الأنابيب مازال بعيدًا، بينما لا يزال التعاون المقترح مع البنوك الصينية على نطاق أصغر بكثير مما طلبته روسيا.
وذكر مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا في برلين، ألكسندر غابويف، أن عدم نجاح روسيا في تأمين الصفقة يؤكد دور الحرب في أوكرانيا في جعل الصين الشريك الأكبر في العلاقات بين البلدين.
وقال غابويف إن الصين يمكنها أن تحتاج إلى الغاز الروسي بشكل استراتيجي كمصدر آمن للإمدادات لا يعتمد على الطرق البحرية التي ستتأثر في حالة نشوب صراع بحري حول تايوان أو بحر الصين الجنوبي، ولكن لكي يجعلوا ذلك الأمر محلًّا للاهتمام تحتاج الصين إلى سعر رخيص للغاية مع التزامات مرنة.
ويتوقع أن يصل طلب الصين على الغاز المستورد إلى نحو 250 مليار متر مكعب بحلول عام 2030؛ ليسجل بذلك ارتفاعًا من أقل من 170 مليار متر مكعب في عام 2023، بحسب دراسة نشرتها مجموعة CGEP في كولومبيا في مايو.