شهدت العلاقات السعودية التشيلية تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة؛ حيث أظهرت المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع تشيلي في قطاع التعدين لا سيما في مجال الليثيوم.

جاءت هذه الخطوة في إطار سعي السعودية إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط وتحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزًا عالميًّا للصناعات المتعلقة بالبطاريات الكهربائية، وأبدت السعودية اهتمامًا كبيرًا بالشراكة مع شركة “كوديلكو” التشيلية نظرًا لخبرتها الواسعة في مجال التعدين وقدراتها الإنتاجية.

وتسعى المملكة من خلال هذه الشراكة إلى الاستفادة من الخبرات التشيلية في تطوير رواسب الليثيوم ومعالجته محليًّا، وأكدت المملكة أنها تسعى إلى استيراد الليثيوم من تشيلي وتجهيزه محليًّا بهدف إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتصديرها إلى الأسواق العالمية.

وتتجاوز أبعاد هذه الشراكة الإطار التجاري البحت حيث تسعى السعودية من خلالها إلى تأمين إمداداتها من المعادن الحيوية وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة السيارات الكهربائية، وتواجه شركة “كوديلكو” تحديات كبيرة في الوقت الحالي إلا أن المملكة تعتقد أن هذه الشركة تمتلك الإمكانات اللازمة للتعاون وتطوير المشاريع المشتركة.

وتسعى السعودية من خلال هذه الشراكة إلى تحقيق تنويع اقتصادي حقيقي والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، ومن المتوقع أن تشمل هذه الشراكة أبعادًا تتعلق بالاستدامة البيئية حيث تسعى الدولتان إلى تطوير مشاريع صديقة للبيئة.