يشهد المغرب تحولًا طموحًا نحو الطاقة النظيفة حيث يبرز كشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي في مجال توليد الهيدروجين الأخضر، ويأتي هذا التحول في سياق أزمة الطاقة العالمية وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري؛ مما دفع القارة العجوز إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة نظيفة ومستدامة.

وأطلق على هذا المشروع المشترك اسم “عرض المغرب”؛ نظرًا للموقع الاستراتيجي للمملكة ووفرة مواردها الطبيعية التي تجعلها مصدرًا غير محدود للطاقة المتجددة، وتسعى هذه الشراكة إلى إزالة الكربون من اقتصادات أوروبا وإفريقيا، من خلال إنتاج الهيدروجين الأخضر ونقله عبر الطرق التجارية القائمة.

وفي هذا الإطار عقد مؤخرًا في الرباط منتدى التفاهم الأول بين المغرب والاتحاد الأوروبي؛ حيث تم وضع الأسس لتنظيم إنتاج الهيدروجين الأخضر وإنشاء إطار قانوني وطرق تجارية مع أوروبا والدول الأخرى الملتزمة بالطاقة النظيفة.

وأكد المشاركون في المنتدى على الأهمية الاستراتيجية للمغرب كمنطقة طاقة مستقبلية قادرة على تلبية احتياجات أوروبا المتزايدة من الطاقة المتجددة، وتهدف الاستراتيجية المغربية في مجال الطاقات المتجددة إلى تأمين احتياجات الصناعات الوطنية من الكهرباء والوقود والتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

وتسعى المملكة إلى تغطية 4% على الأقل من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر وتحقيق أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء، من خلال مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

وحقق المغرب تقدمًا كبيرًا في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث نفذ العديد من المشاريع في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما يعمل على تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر بهدف تقليل الاعتماد على استيراد الوقود الأحفوري وتعزيز موقعه كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.