الرئيسية ← الأخبـــــــار ← طاقة متجددة ← قفز طلبات بناء سفن نقل السيارات الصينية بسبب زيادة صادرات المركبات الكهربائية
سجلت طلبات بناء سفن نقل السيارات الصينية ارتفاعًا ملحوظًا؛ حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها بفضل الزيادة القياسية في صادرات المركبات الكهربائية، وسينتج عن ذلك زيادة حجم أسطول بكين، لتحتل المرتبة الرابعة عالميًّا فور الانتهاء منها، بدلًا من الثامنة حاليًّا، طبقًا لما ورد في بيانات حديثة.
وأوضحت بيانات شركة استشارات الشحن “فيزون ناتيكال” أن الشركات الصينية أمرت ببناء سفن جديدة يصل عددها إلى 47 أمرًا في الربع الأول من العام الجاري، ما يمثل 25% من إجمالي الطلبات العالمية عن هذه الفترة الزمنية.
وقد أشارت صحف عالمية إلى أزمة تكدس السيارات الكهربائية الصينية في المواني الأوروبية، واتخاذ كثير من شركات الدولة الآسيوية العملاقة في هذا القطاع من مواني قارة أوروبا أماكن تخزين لمنتجاتها إلى أن تنطلق إلى أسواق الاتحاد.
ويمثل الأسطول الحالي لبكين 33 من سفن نقل السيارات الصينية؛ ولذلك تحتل المرتبة الثامنة عالميًّا من حيث أكبرعدد تمتلكه كل دولة، كما يسبقها في ذلك دول تأتي في مقدمتها اليابان بـ283 سفينة، والنرويج بـ102، وكوريا الجنوبية بـ72، ثم جزيرة مان التابعة للتاج البريطاني بـ61 سفينة.
وتوزعت أوامر بناء سفن نقل السيارات الصينية في الربع الأول من العام الحالي بين عدد من كبريات الشركات المنتجة مثل: “سايك موتور”، و”شيري أتوموبيل”، و”بي واي دي” والتي تعتبر عملاقة السيارات الكهربائية.
وعلاوة على أصحاب أوامر شراء سفن نقل السيارات الصينية، تضاف شركات شحن مهمة، مثل “كوسكو” و”تشينا ميرتشانتس”، وتسجلان طلباتهما من شركات صينية أخرى لصالح المنتجين.
وأعلنت بيانات شركة استشارات الشحن “فيزون ناتيكال” أن نصيب الشركات المحلية يزيد على 80% من طلبات بناء سفن نقل السيارات الصينية؛ حيث بلغت 82% في الأسبوع الماضي وفقًا لوكالة رويترز.
ونتيجة لشدة المنافسة في السوق المحلية للصين، وما سببته من تراجع الأسعار، إلى جانب التباطؤ الاقتصادي في البلاد، لجأ منتجو السيارات إلى الأسواق العالمية التي يزيد الطلب على وحداتها، والذي يعوضها انخفاض الأسعار بزيادة الصادرات بأسعار أعلى.
وتفوقت الصين على اليابان العام الماضي في حجم صادرات السيارات؛ إذ صدرت شركة “بي واي دي” أكثر من 240 ألف سيارة، ممثلة بذلك 8% من إجمالي المبيعات العالمية، كما تخطط لزيادة الصادرات إلى 400 ألف سيارة في 2024.
وشجعت زيادة إنتاج الشركات المحلية وإقبال الأجنبية للاستفادة من انخفاض التكلفة على زيادة الطلب على بناء سفن نقل السيارات الصينية في الربع الأول من 2024. وبدأ عدد من كبريات الشركات العالمية الإنتاج في الصين، مثل “تسلا” الأمريكية و”فولكس فاجن” الألمانية، باستهداف التصدير واستغلال مزايا التكلفة المنخفضة في بكين لكل حلقات سلسلة الإمداد.
وأدى ارتفاع تكلفة الشحن والدعم الحكومي للمنتجين إلى طلب الكثير من شركات شراء سفن نقل السيارات الصينية بأنفسها، بدلًا من الاستعانة بشركات شحن.
وفي نهاية 2023وصلت التكلفة اليومية لسفينة تنقل 6500 سيارة إلى 115 ألف دولار أمريكي في نهاية 2023، وهو يزيد عن أكثر من 7 أضعاف التكلفة في 2019، وفقًا لبيانات شركة الاستشارات “كلاركسون”.
واتهمت كل من أمريكا وأوروبا الصين بمحاولات غمر أسواقهما بسيارات رخيصة، فيما قالت حكومة الصين إن الاعتماد على السعة الإنتاجية الواسعة وحدها من الممكن أن يؤدي إلى تقويض فرص الابتكار، ويبالغ في تقدير الدور الذي تؤديه الدولة في دفع عجلة النمو.
وأثارت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أزمة الإنتاج الزائد مع مسؤولي الصين، على هامش زيارتها مؤخرًا لبكين والتي استغرقت 4 أيام.
وفي الوقت الحالي، يزور وزير التجارة الصيني وانج ونتاو أوروبا، ومن المتوقع أن يناقش مع المفوضية تحقيقًا عما إذا كانت شركات إنتاج السيارات الكهربائية الصينية تستفيد بصورة غير عادلة من الدعم.