تواصل أرامكو السعودية، عملاق الطاقة العالمي، خطواتها الاستراتيجية نحو تعزيز تواجدها في السوق الصينية الضخمة، وذلك من خلال دخولها في محادثات للاستحواذ على حصة 10% في شركة هنغلي للبتروكيماويات، أحد كبار اللاعبين في قطاع التكرير والبتروكيماويات في الصين.

وتأتي هذه الصفقة المحتملة، والتي تخضع للتقييمات والموافقات اللازمة، في إطار سعي أرامكو لتوسيع نطاق أعمالها في قطاعات التكرير والبتروكيماويات والتسويق، خاصة في الأسواق الرئيسية ذات القيمة العالية.

وتُمثل هذه الصفقة، في حال إتمامها، أحدث استثمارات أرامكو في شركات التكرير الصينية، وتعزز من قدرتها على تأمين اتفاقيات طويلة الأجل لإمدادات النفط الخام.

وتتمتع شركة هنغلي للبتروكيماويات بمكانة رائدة في مجال التكرير والبتروكيماويات؛ حيث تمتلك وتدير مصفاة بطاقة 400 ألف برميل يوميًّا ومجمعًا متكاملًا للمواد الكيميائية في إقليم لياونينغ، بالإضافة إلى العديد من المرافق الإنتاجية في إقليمي جيانغسو وقوانغدونغ.

وتُعد هذه الصفقة استكمالًا لسلسلة من الاستثمارات التي قامت بها أرامكو في الصين خلال الفترة الماضية، والتي تُجسد التزامها الراسخ بتوسيع نطاق أعمالها في هذا السوق الواعد.

وفي يناير الماضي، أعلنت أرامكو وشركة رونغشنغ الصينية للبتروكيماويات عن إجراء محادثات لتبادل الاستحواذ على حصة 50% في مصافي تابعة لهما في الصين والسعودية.

كما أكملت أرامكو في يوليو صفقة بقيمة 3.4 مليار دولار للاستحواذ على حصة 10% في رونغشنغ، وذلك مرتبط باتفاق لتوريد النفط الخام لمدة 20 عامًا إلى شركة جيجيانغ للبتروكيماويات التابعة لرونغشنغ.

وتواصل أرامكو توسيع استثماراتها في الصين من خلال محادثات جارية لشراء حصة 10% في شركة شاندونغ يولونغ الصينية للبتروكيماويات، كما أعلنت العام الماضي خططًا لأن تصبح مستثمرًا استراتيجيًّا في شركة تكرير صينية خاصة أخرى هي جيانغسو شينغهونغ.

وتُواصل شركة سابك، التابعة لأرامكو السعودية، خطواتها نحو تعزيز تواجدها في السوق الصينية من خلال إعلانها عن بناء مجمع ضخم للبتروكيماويات في إقليم فوجيان بجنوب شرق الصين.

وتُقدر تكلفة هذا المشروع المشترك مع شركة فوجيان فوهوا غولي بتروكيميكال المملوكة للدولة بنحو 6.4 مليار دولار، ومن المتوقع أن يُساهم في تعزيز مكانة سابك كأحد كبار منتجي البتروكيماويات في العالم.

وتُؤكد هذه الاستثمارات المتتالية على التزام أرامكو الراسخ بتوسيع نطاق أعمالها في الصين، إيمانًا منها بالإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها هذا السوق الواعد، ورغبة في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع شركائها الصينيين.

وتسعى أرامكو من خلال هذه الاستثمارات إلى لعب دور محوري في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات البتروكيماوية في الصين، وتعزيز مكانتها كشركة طاقة عالمية رائدة تُساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.