أظهرت دراسات حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن تغير المناخ يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة وصحة مليارات العمال حول العالم؛ مما قد ينذر بحدوث كارثة صحية واقتصادية عالمية.

وكشف تقرير حديث أن أكثر من 70% من القوة العاملة العالمية – أي ما يعادل 2.4 مليار عامل – يتعرضون لمخاطر صحية جسيمة بسبب ارتفاع الحرارة الشديد خاصة في المناطق المفتوحة والمصانع غير المجهزة بشكل جيد، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من هذه الأزمة المتصاعدة داعيًا إلى تعاون دولي عاجل للحد من آثارها.

وتتصدر القارة الإفريقية قائمة المناطق الأكثر تضررًا حيث يعاني 93% من عمالها من مخاطر الحرارة الشديدة وتليها شبه الجزيرة العربية بنسبة 83%، كما تشهد أوروبا ووسط آسيا ارتفاعًا حادًّا في هذه المخاطر حيث زادت بنسبة 17% منذ عام 2020.

ويشكل الإجهاد الحراري تهديدًا حقيقيًّا لصحة العمال حيث يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والكلى، كما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، إضافة إلى زيادة معدلات الوفيات خاصة بين كبار السن.

وتتوقع الدراسات أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة كبيرة في عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في السنوات المقبلة خاصة في المناطق الأكثر حرارة، كما تتوقع ارتفاعًا في عدد الوفيات الناتجة عن الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات.

وتوصي الدراسات باتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد من آثار الحرارة الشديدة على العمال، من بينها توفير بيئة عمل آمنة مثل: توفير مياه الشرب وأماكن للراحة في الظل وتحديث الأنظمة واللوائح والتعاون الدولي لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال مكافحة تغير المناخ.