قام صندوق التنمية الألماني يوم 13 فبراير 2024 بتخصيص 270 مليون يورو لتشجيع عدد من الدول الإفريقية على إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ ومن ثَمَّ توريده لألمانيا، وجاءت المغرب كدولة أساسية فى الحصول على نسبة من هذه المنحة بجانب عدد من الدول وهي: جنوب إفريقيا والبرازيل وجورجيا والهند ومصر وكينيا .

وتسعى الحكومة الألمانية لتحقيق هدف خفض الانبعاثات الكربونية، والوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2045 عن طريق تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة غير النظيفة مثل الوقود الأحفوري بجميع مشتقاته، واستبدالها بمصادر أخرى نظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين وغيرها، وتركز ألمانيا بالأخص على جانب الهيدروجين في طريقها للحياد الكربوني؛لذا في هذا التقرير سنتعرف على أهم جهود ألمانيا فى هذا الصدد.

استيراد الهيدروجين الأخضر:
ولتلبية احتياجات ألمانيا من الهيدروجين الأخضر والذي من المتوقع أن تصل إلى 130 تيراوات/ ساعة في عام 2030، عقدت الحكومة الألمانية العديد من الاتفاقيات مع عدد من الدول لاستيراد ما يتراوح بين 50% إلى 70% من الهيدروجين الأخضر وعلى رأسها الدول الإفريقية .

وفي وقت لاحق من عام 2023 قام بنك التنمية الألماني بمنح 300 مليون يورو للمغرب بهدف تطوير عدة مشاريع متعلقة بالهيدروجين الأخضر، ومنها محطة طرفاية والتى ستنقل المغرب لتصبح الدولة الأولى إفريقيًّا في إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2025 .

وفي نفس السياق قامت الحكومة الألمانية بالموافقة على منحة بقيمة 3.5 مليار يورو لمؤسسة إتش تو جلوبال بألمانيا لشراء الهيدروجين الأخضر .

وقام وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بعقد اتفاق مع وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في وقت لاحق من هذا الشهر؛ لتمويل الجزائر بما يقارب 20 مليون يورو لإنشاء مشروع الهيدروجين الأخضر بمنطقة سوناطراك بأرزيو وهران بالجزائر، ومن المتوقع أن ينتج هذا المشروع 50 ميجاوات من الطاقة.

ويأتي هذا الاتفاق ضمن مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين والمعروف بـ”Corridor Sud H2″، والذي من المقرر أن يكون كشبكة ربط هيدروجيني بين دول شمال إفريقيا، وخاصة الجزائر مع دول جنوب أوروبا وخاصة إيطاليا والنمسا وألمانيا بطول 3300 كيلومتر .

ويسعى هابيك لتشجيع الجزائر على إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لأنها تمتلك مساحة كبيرة من الصحراء وبالتالي مخزون جيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبالتالي ارتفاع قدرتها على إنتاج الهيدروجين الأخضر .

إنتاج الهيدروجين الأخضر:
وبجانب استيراد الهيدروجين الأخضر تسعى ألمانيا لإنتاج الهيدروجين، كما يظهر الرسم البياني التالي الذي يوضح هدف ألمانيا لإنتاج 10 جيجاوات من الهيدروجين بحلول عام 2030 بدلًا من 5 جيجاوات في عام 2023، كما ستسعى ألمانيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بدلًا من الآخر غير النظيف المنتج من الوقود الأحفوري، والذي يستحوذ على 100% من إجمالي ما تنتجه ألمانيا من الهيدروجين .

الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين:
بدأ اهتمام ألمانيا بالتحول الأخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية منذ عام 2020 عندما وضعت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل حجر الأساس لما يُعرف بـ”الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين”، والتي تهدف إلى رفع القدرة الإنتاجية لألمانيا من الطاقة عام 2030، ولكن بالنظر لما تمتلكه ألمانيا من بنية تحتية في الوقت الحالي فلن تستطع ألمانيا أن تصل لأهدافها المتعلقة بالهيدروجين الأخضر، بالاعتماد على نفسها فقط ولكن يجب عليها استيراد الهيدروجين من الدول المجاورة .