الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تقارير ← انخفاض توقعات ذروة الطلب على النفط مع استمرار نمو الإنتاج الأمريكي
أظهر استطلاع حديث أجرته “بلومبرج إنتليجنس” أن توقعات ذروة الطلب على النفط تأخرت 11 عامًا عن ذروتها السابقة، مع تراجع نسبة المشاركين الذين يتوقعون حدوثها قبل عام 2035؛ حيث إن 69% من المشاركين في استطلاع عام 2023 يتوقعون ذروة الطلب بحلول عام 2035، مقابل 80% في عام 2022، بينما 24% فقط يتوقعون ذروة الطلب قبل عام 2030.
من المتوقع أن يتراوح الطلب العالمي على النفط بين (102- 103) ملايين برميل يوميًّا في المتوسط خلال عام 2024؛ حيث إن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يصل الطلب هذا العام إلى 103 ملايين برميل يوميًّا، بينما تقدر “أوبك” أن يصل حجم الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي إلى 104.4 مليون برميل يوميًّا.
ومن أهم العوامل التى سوف تؤثر على المعروض النفطي العالمي:
وصل إنتاج النفط الخام الأمريكي إلى مستوى قياسي بلغ 13.3 مليون برميل يوميًّا في ديسمبر 2023، بعد زيادات مستمرة في الإنتاجية في الآبار الجديدة، وسجل الإنتاج رقمًا قياسيًّا سنويًّا بلغ 13.21 مليون برميل يوميًّا في 2023.
ويُعد النمو القوي لإنتاج النفط من قبل المنتجين من خارج تحالف “أوبك+”، وخاصة النفط الصخري الأمريكي، أحد أكبر الضغوط على أسعار النفط العام الماضي، ويوضح الرسم البياني التالي حجم إنتاج أكبر منتجي النفط في العالم (السعودية/ الولايات المتحدة/ روسيا) في العقد الأخير:
وقد ساهمت التكنولوجيا الجديدة في تحسين كفاءة استكشاف النفط في الولايات المتحدة من المنصات العاملة، ما ساعد في زيادة الإمدادات.
وبالرغم من هذا النمو، خفضت إدارة معلومات الطاقة في تقريرها الأخير الصادر في 2024 توقعاتها لنمو المعروض الأمريكي من النفط إلى 170 ألف برميل يوميًّا مقابل تقديرات سابقة بزيادة 290 ألف برميل يوميًّا.
في 3 مارس الماضي، مددت دول تحالف “أوبك+” التخفيضات الطوعية لإمدادات النفط البالغ حجمها نحو مليوني برميل يوميًّا حتى نهاية يونيو، وتقود السعودية، التي تقود التحالف بالشراكة مع روسيا، نصف التخفيض المتعهد به.
وتتوقع “إس آند بي غلوبال كومودتي إنسايتس” أن يتجه أعضاء التحالف لتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2024.
كما أعلنت شركة “أرامكو السعودية” عن تمسكها بأهدافها الاستراتيجية، بالحفاظ على طاقتها الإنتاجية القصوى من النفط عند 12 مليون برميل يوميًّا، وذلك تماشيًا مع توجيهات الحكومة السعودية.
وقد ظلت أسعار النفط تقع في نطاق ضيق يتراوح بين 75 إلى 85 دولارًا للبرميل منذ بداية العام، على الرغم من تخفيضات إمدادات أوبك +، والهجمات البحرية الحوثية المستمرة في البحر الأحمر والمخاطر الجيوسياسية المستمرة من أحداث إسرائيل وحماس، ويوضح الرسم البياني التالي هذا التذبذب:
ارتفعت صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحرًا إلى أعلى مستوى لها خلال العام الجاري حتى الآن، فبلغت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الروسية أعلى مستوى منذ أكتوبر الماضي؛ حيث ارتفعت إلى 1.86 مليار دولار من القيمة المعدلة البالغة 1.53 مليار دولار، وارتفعت شحنات النفط الخام الروسي المنقولة بحرًا إلى 3.7 مليون برميل يوميًّا.
ويوضح الشكل التالي تذبذب صادرات النفط الروسي في الفترة من (2021- 2024):
وبالتالي لا يُتوقع أن فرض الولايات المتحدة عقوبات أكثر صرامة سيؤدي إلى انخفاض صادرات روسيا من النفط الخام في عام 2024.
وبالتالي تراجعت توقعات ذروة الطلب على النفط 11 عامًا، كما أن استمرار نمو الإنتاج الأمريكي يُشكل ضغطًا على أسعار النفط، بالاضافة إلى تمديد تحالف “أوبك+” تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار، كما أن تأثير العقوبات الغربية على صادرات النفط الروسية محدود.