تتجه إيطاليا، بصفتها رئيس الدورة الحالية لقمة وزارء الطاقة بمجموعة السبع، نحو التوافق الدولي لإنهاء استخدام الفحم تمامًا في محطات توليد الكهرباء؛ حيث تسعى روما إلى إقناع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان بتحديد تاريخ نهائي لوقف الاعتماد على الفحم في توليد الطاقة، ولكنها تواجه معارضة من بعض الدول مثل ألمانيا واليابان بشأن الموعد المقترح.

ويتماشى هذا التوجه مع توصيات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28، الذي عُقد في الإمارات العربية المتحدة نهاية عام 2023؛ حيث التزمت 200 دولة بتضاعف قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 لمكافحة تغير المناخ.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء طاقة مجموعة السبع غدًا الأحد لمناقشة خطة إيطاليا للتخلص من الفحم، الذي تعرض روما فيه رؤيتها المُفصلة بهذا الشأن، وفي الداخل الإيطالي تعتزم الحكومة إغلاق جميع محطات الفحم بحلول عام 2025، باستثناء جزيرة سردينيا، التي سينتهي فيها استخدام الفحم في عام 2028.

وتبدو إيطاليا مستعدة لتقديم تنازلات بشأن الموعد النهائي للتخلص من الفحم إذا لزم الأمر لتحقيق توافق بين دول المجموعة، وتُشير مصادر دبلوماسية إلى أن روما قد تقدم على تأخير الموعد لإرضاء الدول المعارضة، خاصة ألمانيا.

وتعتبر ألمانيا من أشد الدول معارضة لمبادرة إيطاليا؛ حيث تصر على التمسك بجدولها الزمني للتخلص من الفحم تدريجيًّا بحلول عام 2030؛ إذ يعد الفحم ثاني أهم مصدر للطاقة في ألمانيا لتوليد الكهرباء، ما يفسر تمسّكها به.وتُضاف إلى معارضة ألمانيا لمبادرة إيطاليا خلافات حول الطاقة النووية، وتُؤمن روما بأن الطاقة النووية تُمثل بديلًا نظيفًا للوقود الأحفوري، بينما تُعارض برلين بشدة أي دعم للطاقة النووية بعد إغلاقها آخر محطة نووية لديها عام 2023.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يُحاول فيها وزراء طاقة مجموعة السبع التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص من الفحم؛ فقد فشل اجتماعهم السابق في إبريل 2023 في التوافق على موعد نهائي لوقف استخدام الفحم، رغم الاتفاق على عدم بناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم.وتواجه إيطاليا تحديات كبيرة في مساعيها لدفع دول مجموعة السبع نحو التخلص من الفحم نهائيًّا؛ فمعارضة ألمانيا واليابان، بالإضافة إلى دول أخرى، تُهدد بعرقلة تحقيق هذا الهدف الطموح.