الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تقارير ← “بلومبرج”: “باب المندب” لم يشهد مرور أي ناقلة للغاز المسال منذ 4 أشهر
كشف تقرير لوكالة بلومبرج العالمية أن مضيق باب المندب، الفاصل بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا، لم يشهد مرور أي ناقلة للغاز الطبيعي المسال منذ أربعة أشهر، ما يُعد شهادة على مدى تأثير الهجمات العنيفة التي يشنها الحوثيون على تجارة الطاقة العالمية.
ووفق التقرير فإن عشرات السفن كانت تعبر مضيق باب المنداب كل شهر قبل تصعيد الحرب الإسرائيلية في غزة، إلا أن هجمات الحوثيين في اليمن أدت إلى انخفاض هذا العدد إلى الصفر منذ منتصف يناير.
وقد دفعت الهجمات المستمرة السفن إلى تغيير مسارها حول إفريقيا لنقل الوقود بين أحواض المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، ما ترك المشترين أمام مجموعة محدودة من الموردين إلا إذا كانوا على استعداد لدفع تكاليف شحن أعلى، والنتيجة هي أن السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال أصبحت تعاني من التشتت بشكل غير مسبوق.
وقد اضطر التجار إلى إيجاد وجهات لشحناتهم بالقرب من أماكن إنتاجها لتوفير تكاليف النقل.
ومن المرجح أن تزداد هذه الجهود عندما يرتفع الطلب على الوقود استعدادًا لفصل الشتاء المقبل، والذي عادة ما ترتفع فيه أيضًا تكاليف الشحن.
ومن ضمن الحلول لهذه الأزمة غير المسبوقة تبديل وجهات الشحنات، على سبيل المثال، عن طريق توجيه الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا، وإيجاد إمدادات مماثلة في آسيا لتلبية الالتزامات التعاقدية مع مشترٍ هناك.
ووفقًا لبيانات تتبع السفن على بلومبرج، وصلت كميات الغاز الطبيعي المسال القطري التي انتهى بها المطاف في آسيا في الربع الأول من عام 2024 إلى أعلى مستوى لها على الأقل منذ عام 2017، بينما ضخت روسيا المزيد من وقودها فائق التبريد إلى أوروبا.
كان البحر الأحمر وقناة السويس التابعة له يشكلان سابقًا حوالي عُشر التجارة البحرية العالمية، ويوفران لدولة قطر أقصر طريق إلى أوروبا التي لجأت إلى الغاز الطبيعي المسال منذ أن فقدت تدفقات خطوط الأنابيب من روسيا.
المسافات الأطول التي تقطعها السفن الآن تحد من عدد الناقلات الممكنة، وتضيف حوالي 4 بالمائة إلى الطلب العالمي على شحن المنتجات النفطية والغاز، وفقًا لشركة كلاركسون ريسيرش سيرفيسز، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة وساطة سفن في العالم.
وعلى بعد آلاف الأميال، انخفضت أيضًا عمليات العبور عبر قناة بنما، بعد أن أدى الجفاف غير المسبوق إلى تقليل حركة المرور هناك.
ولن تفعل الزيادة المتوقعة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد الكثير لتخفيف العبء على الممر البحري “قناة بنما”.
وعلى الرغم من اضطرابات البحر الأحمر التي تصاعدت في يناير، فإن التكلفة اليومية لاستئجار ناقلة بقيت مرنة، بل وسجلت تراجعًا حتى الآن.
ويعكس ذلك وضع العرض المريح في أسواق مثل أوروبا التي شهدت شتاءً معتدلاً واستهلاكًا صناعيًّا ضعيفًا للوقود.