قدمت شركة بي إتش بي، الرائدة عالميًّا في مجال التعدين، عرضًا هو الأضخم من نوعه بقيمة 39 مليار دولار للاستحواذ على منافستها البريطانية أنجلو أمريكان، وفي حال إتمام هذه الصفقة، ستصبح كأكبر صفقة استحواذ في تاريخ قطاع التعدين.

وأعلنت بي إتش بي، التي تتخذ من ملبورن مقرًّا لها، في بيان رسميلها، أنها قدرت قيمة أسهم أنجلو أمريكان بـ25.08 جنيه إسترليني (ما يعادل 31.40 دولار) للسهم الواحد، ما يرفع القيمة الإجمالية للشركة إلى حوالي 31.1 مليار جنيه إسترليني (أو 38.9 مليار دولار)، وتستهدف الشركة من وراء هذا العرض تعزيز موارد بي إتش بي من النحاس، وهو المعدن الاستراتيجي الذي يشهد طلبًا متزايدًا بفضل توجه العالم نحو الطاقة المتجددة.

ولم تعلن شركة أنجلو أمريكان حتى الآن أي قرارات نهائية، كما لفتت بي إتش بي إلى أنه لا يوجد “تأكيد” لها يسمح لها بتقديم عرض رسمي، مع العلم أن المهلة المحددة لتقديم العرض الرسمي تنتهي في 22 مايو.

وبعد الإعلان عن العرض، شهدت أسهم أنجلو أمريكان قفزة في القيمة بنسبة 16.10% في بورصة لندن، ما يعكس تفاؤل السوق بهذه الخطوة، وفقًا لمحللين في CNN.

ومع ذلك، يُشير المحللون إلى أن هناك مخاطر تنظيمية قد تواجه الصفقة؛ نظرًا لأن بي إتش بي تحتل حاليًّا المرتبة الثانية بين أكبر منتجي النحاس في العالم، بينما تأتي أنجلو أمريكان في المرتبة التاسعة؛ مما يعني أن الاستحواذ قد يجذب اهتمام سلطات مكافحة الاحتكار العالمية، وتُعد أنجلو أمريكان واحدة من أكبر الشركات المدرجة في بورصة لندن، وهناك مخاوف من أن الاستحواذ قد يؤدي إلى نزوح جماعي من السوق.

وتسعى بي إتش بي لزيادة إنتاجها من النحاس منذ فترة من خلال هذه الصفقة وغيرها؛ إذ استحوذت العام الماضي على منافستها الأسترالية أو زد مينيرالز؛ لتوسيع نطاق وصولها إلى النحاس، الذي يدخل في العديد من تقنيات الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، علاوة على دخوله في صناعة الشبكات الكهربائية، وهو المعدن الذي ارتفع سعره في بورصة لندن للمعادن بأكثر من 13% منذ بداية العام، مقتربًا من 10,000 دولار للطن المتري؛ ليسجل أعلى مستوى له منذ نحو عامين.