الرئيسية ← الأخبـــــــار ← طاقة متجددة ← كيف تستثمر ألف دولار في أسهم الطاقة؟
يتحرك الاقتصاد العالمي بشكل سريع نحو مصادر وقود بديلة؛ ومن ثَمَّ فإن صناعة الطاقة ستمر بمرحلة انتقالية؛ حيث تعمل على توفير الوقود الأحفوري الذي يحتاجه عالمنا اليوم، وكذلك الاستثمار في الطاقة منخفضة الكربون التي سيحتاجها العالم في المستقبل.
وبالنظر إلى هذا الأمر فإن أسهم الطاقة هي الأفضل للادخار على المدى الطويل، وخاصة التي تركز على الطاقة منخفضة الكربون، مثل أسهم شركة بروكفيلد المتجددة، وشركة إنبريدج، وشركة سوثيرن ببورصة نيويورك؛ حيث يعد الاستثمار أو الادخار في تلك الأسهم خيارًا رائعًا لأي شخص يرغب في استثمار مبلغ 1000 دولار في مستقبل الطاقة.
نمو الطاقة المتجددة:
تعتمد شركة بروكفيلد للطاقة المتجددة كليًّا على الطاقة النظيفة؛ حيث تدير واحدة من أكبر منصات الطاقة المتجددة في العالم، كما أن لديها منصة أخرى صاعدة للحلول المستدامة.
وتمتلك المحفظة الحالية للشركة أصولًا من الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخزين والقدرة على توليد 31 جيجاوات من الطاقة النظيفة سنويًّا، ويكفي هذا الأمر لتعويض جميع الانبعاثات الكربونية الصادرة من فرنسا.
ورغم كل تلك الإمكانات، فإن الشركة لم تستخدم كل ما لديها من إمكانات منتجة للطاقة؛ إذ تمتلك الشركة 143 جيجاوات من مشاريع الطاقة المتجددة في مراحل مختلفة من التطوير، وهو ما يكفي لإضاءة 19 مليون منزل لمدة عام كامل، كما تقدم الشركة من خلال استثماراتها عددًا من الحلول المستدامة، مثل احتجاز الكربون وتخزينه، وإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد، وإعادة التدوير، وتصنيع الألواح الشمسية، والأمونيا الخضراء.
ويرى الخبراء- بحسب ياهو فاينانس- أن هذه الاستثمارات ستحقق نموًّا كبيرًا في الأرباح خلال السنوات القليلة المقبلة. وإضافة إلى ما هو معلوم عن ارتفاع أسعار الطاقة، وعن عمليات الاندماج والاستحواذ المتوقعة، تتوقع بروكفيلد زيادة التدفق النقدي للسهم الواحد بأكثر من 10% سنويًّا حتى عام 2028 على الأقل. وفي الوقت نفسه، تتوقع الشركة زيادة توزيع الأرباح بنسبة 4.8% من نسبة 5% إلى 9% سنويًّا، ويمكن لهذه المحفزات أن تساعد في زيادة إجمالي العائدات السنوية المكونة من رقمين في الأعوام القادمة.
وبروكفيلد للطاقة المتجددة (Brookfield Renewable) هي شركة عالمية رائدة في مجال توليد الطاقة المتجددة، وتتخذ الشركة من تورونتو بكندا مقرًّا لها، ولكن لديها وجود دولي قوي، وتتمتع بتحكم استراتيجي في مجموعة واسعة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الهيدروليكية والطاقة الحرارية الجيوثيرمالية، وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة بروكفيلد الكندية لإدارة الأصول، وتتخذ أيضًا من تورنتو مقرًّا لها.
التحول الهادئ نحو الطاقة منخفضة الكربون:
كسائر سياسة رأس المال الأمريكي، بدأت شركة إنبريدج العملاقة – والمتخصصة في أنابيب البترول – التحول البطيء إلى الطاقة منخفضة الكربون منذ سنوات، ومن المتوقع أن يحقق نقل الغاز وتوزيعه، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة نصف أرباحها هذا العام، بعد أن ارتفع إلى 43% في العام الماضي. وعزز ذلك التحول استحواذ الشركة على ثلاثة مرافق للغاز الطبيعي، بالإضافة إلى استثمارات الشركة في مجال عائدات نقل الغاز والطاقة المتجددة.
ولابد من أن هذا التحول المستمر نحو الطاقة منخفضة الكربون سيستمر في المستقبل، وتمتلك إنبريدج حاليًّا مشروعات توسع متراكمة بقيمة 24 مليار دولار كندي (17.8 مليار دولار أمريكي)، ويبلغ استثمار الشركة في قطاع خطوط أنابيب السوائل وحدها نحو 300 مليون دولار من المبلغ سالف الذكر، فيما يتمثل الباقي في استثمارات لدعم الطاقة منخفضة الكربون.
وتستثمر الشركة في خطوط أنابيب جديدة للغاز الطبيعي ومنشآت إسالة الغاز، وتوسعة مرافقه، ومزارع الرياح البحرية في أوروبا.
وفي الوقت نفسه، تملك الشركة عددًا من المشروعات منخفضة الكربون قيد التطوير، تضمن توسعات محتملة في قطاعي احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، بالإضافة إلى الأمونيا الزرقاء.
وتتوقع إنبريدج أن تؤدي استراتيجياتها الاستثمارية منخفضة الكربون إلى زيادة أرباحها في السهم الواحد بنسبة 5% سنويًّا على المدى المتوسط؛ ما يمكن أن يمنحها القدرة على مواصلة أرباحها الضخمة، والتي تصل اليوم إلى 7.5%، ويمكن لتلك المحفزات تزويد إنبريدج بالقدرة على تحقيق عوائد سنوية إجمالية من رقمين.
أما شركة سوثيرن الرائدة في مجال الكهرباء فإنها تدير عملية إنتاج وتوزيع الكهرباء في ثلاث ولايات وكذلك توزيع الغاز الطبيعي في أربع ولايات، وتملك أعمال طاقة تجارية لتوليد الكهرباء المتجددة التي تباع لأطراف ثالثة.
وتولد سوثيرن حاليًّا الجزء الأكبر من طاقتها من خلال مصادر طاقة منخفضة الكربون. ويشكل الغاز الطبيعي 52% من مزيج الطاقة في الربع الثالث، تليه الطاقة النووية 16%، والطاقة المتجددة 15%، والفحم بنسبة 17%. وتستمر في التخلص التدريجي البطيء من الفحم من خلال تعظيم قدرتها على التوليد من مصادر الطاقة منخفضة الكربون.
كما أن الشركة في طور الانتهاء من التوسع الكبير في اعتمادها على الطاقة النووية؛ حيث استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار لبناء وحدتين جديدتين لتوليد الطاقة النووية، ودخلت الوحدة الأولى الخدمة العام الماضي، بينما ستدخل الوحدة الثانية الخدمة أوائل عام 2024.
وينبغي لهذه الاستثمارات أن تزيد تدفقاتها النقدية بمقدار 700 مليون دولار سنويًّا؛ ما سيساعد شركة سوثيرن على زيادة أرباحها، والتي تحقق حاليًّا أرباحًا بنسبة 4.1%، ويساعدها على الانتقال إلى الطاقة منخفضة الكربون، ويمكن لهذا المزيج من نمو الدخل والأرباح أن يمكِّن الشركة من تحقيق عوائد سنوية إجمالية جذابة على المدى الطويل.
القدرة على توليد عوائد إجمالية قوية:
تستثمر كل من بروكفيلد وسوثيرن كومباني بكثافة في الطاقة منخفضة الكربون، وينبغي على كل الشركات أن تزيد من تدفقاتها النقدية؛ ما يمنحها القدرة على زيادة أرباحها ذات العوائد المرتفعة.
ويمكن لهذا المزيج أن يمكِّن مخزونات الطاقة من تحقيق عوائد إجمالية قوية؛ ما يجعلها أماكن مميزة لاستثمار 1000 دولار على المدى الطويل؛ حيث يمكن لهذه الأموال أن تنمو مستقبلًا.