الرئيسية ← الأخبـــــــار ← طاقة متجددة ← “سوناطراك” الجزائرية تضع “ليبيا” في مقدمة استثمارات دول الجوار
تهدف شركة سوناطراك الجزائرية لزيادة قدراتها الإنتاجية عن طريق الاستثمار مع 3 دول مجاورة وهي ليبيا ومالي والنيجر، ويأتي ذلك بالتزامن مع تحقيق أمن الطاقة في الجزائر بالإضافة لدعم مشروعات الطاقة في قطاعي الهيدروجين والطاقة المتجددة.
والشركة وقعت مذكرة تفاهم مع مؤسسة النفط الليبي خلال نهاية شهر يناير الماضي، هدفها توسيع مجالات التعاون الفنية في صناعة النفط والغاز والطاقات البديلة، وصرح وزير الطاقة في الجزائر “محمد عرقاب” بأن أمن الطاقة يعتبر بمثابة التزام، وضمن أولويات الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، والتي تمت ترجمتها من قبل قرارات المجلس الأعلى للطاقة من خلال خطة عمل لتأمين الطلب على الطاقة على المدى الطويل.
وتعتبر الجزائر من الدول العربية الفريدة التي تستثمر في قطاع النفط الليبي ولا توجد دول عربية أخرى تنافسها في هذا المجال، وأشار وزير النفط الليبي – خلال المؤتمر الذي تم عقده على هامش مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر والذي عملت على تنظيمه “أوابك” في قطر خلال شهر ديسمبر عام 2023- إلى أعمال سوناطراك خاصة في مجال الإنتاج والاستكشاف في ليبيا.
وتعمل شركة سوناطراك على تكثيف جهود البحث والتنقيب عن النفط والغاز في مناطق أعالي البحار، بالإضافة لتسريع وتطوير المكامن المكتشفة، ويتم الاعتماد لتنفيذ ذلك على أحدث التكنولوجيا لتطوير المناجم بهدف تطوير القدرات الإنتاجية في الجزائر لزيادة الاحتياطيات، وخصصت الحكومة مبالغ مالية كبيرة لتطوير القدرات الإنتاجية، بالإضافة لزيادة نسبتها لتصل 1.3% من 194 مليون طن خلال عام 2023 لتصل إلى 207 ملايين طن بحلول عام 2028.
وسيساهم ذلك في إنتاج ما يقدر بأكثر من 22 مليون طن مكافئ أي نسبة 11% من الإنتاج خلال عام 2028، وتستثمر دول الجوار مثل ليبياومالي والنيجر، وتعمل على استثمار نحو 442 مليون دولار بين عامي 2024 وعام 2028، وتستهدف الجزائر تنويع مصادر الطاقة بهدف تحقيق أمن الطاقة والحفاظ على موارد النفط والغاز لتوجيه استراتيجيتها نحو تنويع مزيج الطاقة، وتتجه الجزائر لتحقيق هذه الخطوة من خلال تطوير برنامج الطاقة المتجددة لتحقيق قدرات إجمالية تبلغ حوالي 15 ألف ميجاوات بحلول عام 2030، من بينها 3 آلاف ميجاوات قامت بإطلاقها الدولة لكي تصل لمزيج الطاقة لـ30% بحلول عام 2030.
وتعمل الجزائر على تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر لكي يتم استعماله في القطاعات كثيفة الاستهلاك مثل مصانع الأسمنت والفولاذ، وستعتمد الجزائر في ذلك على المؤهلات الكبيرة والإمكانيات التي تتمتع بها لكي تصبح طرفًا مؤثرًا وفعالًا على المستوى الإقليمي في هذا المجال، ويرجع ذلك لقدرات الجزائر في مجال الطاقة الشمسية.
وتستهدف الجزائر بناء نموذج وطني يمهد لإعداد رؤية مستقبلية لكل السيناريوهات المتوقعة، الأمر الذي يدرج الطاقة الجديدة والمتجددة في المزيج الوطني سواء طاقة الشمس أو الرياح أو الهيدروجين، والجزائر قادرة على وضع خريطة الطرق متوسطة وبعيدة المدي، وتركز في ذلك على تحديد النهج المناسب لكي يتم تحويل الطاقة، وتراعى الإمكانات الطبيعية بالإضافة لتحديد الإجراءات لكفاءة الطاقة.
وتلتزم الجزائر بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة عن طريق رصد ومراقبة الانبعاثات من خلال التعاون مع شركائها على المستوى الوطني والعالمي، وتعمل الجزائر على إطلاق مشروع ضخم هدفه احتجاز الكربون عن طريق زراعة حوالي 420 مليون شجرة خلال فترة 10 سنوات؛ بهدف خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 7و 22% بحلول عام 2030 بجانب خفض الحجم الإجمالي للغاز المحترق ليصل لأقل من 1%.
وشكلت الجزائر لجنة مختصة لإنشاء أداة وطنية هدفها تقدير انبعاثات غاز الميثان وخفضه، وتضم اللجنة خبراء من وزارتي الطاقة والمناجم ووزارة الدفاع الوطني بالإضافة لشركة سوناطراك بالجزائر.