الرئيسية ← الأخبـــــــار ← الطاقة الغير متجددة ← أكبر مصفاة نفط في “إفريقيا” تتلقى أول شحنة أمريكية
تعمل مصفاة “دانغوتي” ذات الطاقة الإنتاجية البالغة 650 ألف برميل لإنقاذ نيجيريا من براثن الاعتماد شبه الكامل على وارداتها من البنزين والتي تستزف خزينة الدولة، بالرغم من أنها دولة صاحبة أكبر احتياطي في قارة إفريقيا.
وكان موعد وصول أول شحنة نفط أمريكي لأكبر مصفاة نفط في إفريقيا في نهاية شهر يناير الماضي، ووصل حجم الشحنة لميلوني برميل من خام غرب تكساس الوسيط؛ وبذلك تعتبر أول شحنة يتم استقبالها من الخارج منذ بدء استقبال شحنات النفط الخام في شهر ديسمبر.
وتقع المصفاة داخل منطقة “ليكي” الصناعية الحرة، وتعتبر تابعة لشركة “دانغوتي إندستريز” وصاحبها أغنى رجل في إفريقيا وهو “أليكو دانغوتي”، والمخاوف بدأت تقلق البعض مع بدء الاستيراد من الخارج تجاه تلاشي الميزات النسبية، بالإضافة لتراجع الطلب ومن ثم الإيرادات الأمر الذي أضاف عبئًا جديدًا لمعاناة القطاع من سرقة النفط وعزوف وخروج الشركات.
وشحنة النفط الأمريكي كان من المفترض أن تصل لمدينة لاجوس في نيجيريا في نهاية شهر فبراير، ولكن ستصل الشحنة خلال شهر مارس المقبل على متن سفينة “غيم 1” والتي تعتبر من فئة ناقلات النفط الكبيرة، وجرى العمل على تحميل شحنتين بحجم 700 ألف برميل وشحنة أخرى بحجم 601 ألف برميل.
وستتلقى مصفاة دانغوتي شحنة من خامات أمينام الخفيف، وكوابوي الحلو الخفيف، وتشمل الشحنة تسليمات الخام في مارس بنحو 4 ملايين من الخام النيجيري، ويأتي وصول الشحنة لمصفاة دانغوتي مع إطلاق تحذيرات من تأثير الواردات على تحجيم قدرة الإنتاج المحلي بالإضافة لإضعاف ميزاته النسبية.
وصرحت صحيفة نيجيرية “بانش” عن تراجعها عن استيراد النفط الأمريكي والذي يتميز بميزة تنافسية عالية في السوق العالمية، واستقبلت مصفاة “دانغوتي” 6 ملايين برميل من النفط الخام قدمته شركة “إن إن بي سي” وشركات النفط الدولية التي تعمل في البلاد، ويعتبر وصول أول شحنة أمريكية بمثابة نهاية للأنباء السارة.
ويعتبر استيراد النفط الأمريكي لتغذية أكبر مصفاة نفط في إفريقيا ينتج عنه عدة عواقب جديدة؛ حيث سيقل الطلب على النفط المحلي الأمر الذي سيؤدي لتراجع المبيعات والإيرادات أيضًا، وسيؤثر دخول النفط المستورد في ديناميكيات التسعير ويتعلق ذلك بأمن الطاقة واعتماد نيجيريا على الواردات.
وتنويع مصادر التوريد قد يساعد في تخفيف المخاطر التي تنتج من مشكلات الإنتاج المحلي، الأمر الذي يجعل البلاد تتعرض لديناميكيات السوق العالمية بالإضافة للعوامل الجيوسياسية والتي تؤثر على كل من الأسعار والإتاحة.
وصرحت صحيفة “بانش” أن صناعة النفط في نيجيريا تعمها الفوضى، الأمر الذي نتج عنه قرار اللجوء لاستيراد النفط الخام من الخارج بالرغم من أن نيجيريا تعتبر أكبر منتج للنفط في إفريقيا، ودعا لهذا السبب الرئيس النيجيري “بولا تينويو” وزراء الموارد النفطية للتدخل السريع بالإضافة لتوفير حلول تضمن استدامة إمدادات النفط للمصافي المحلية.
وتستورد نيجيريا المشتقات النفطية الباهظة وتظل عاجزة عن تلبية احتياجاتها المحلية ليس من النفط الخام وإنما من الغاز أيضًا، وتبلغ احتياطيات نيجيريا من الغاز حوالي 206.5 تريليون وهذا ما يضعها بين أكبر 5 بلدان من حيث الاحتياطيات.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية “ميلي كياري” بأن تكلفة إنتاج البرميل الواحد من النفط النيجيري هي الأعلى في العالم، ويرجع ذلك لانعدام الأمن بالإضافة لفرض الضرائب المتعددة، ودفع ذلك التصرف الشركات لبيع حصتها،وأصبحت أسعار المشتقات النفطية باهظة بالنسبة للمواطنين، خاصة بعد قرار الرئيس بإلغاء دعم الوقود خلال عام 2023.