شهد عام 2023 قفزة كبيرة في استثمارات الهيدروجين النظيف؛ حيث ارتفعت إلى 10.4 مليار دولار، وفقًا لتقرير “بلومبيرج إن إي إف”، وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بشكل أساسي بزيادة الاهتمام بإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب التخلص منها، مثل الصناعة والنقل.

واستحوذ الهيدروجين الأخضر – الذي يتم إنتاجه باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة – على 84% من إجمالي الاستثمارات، ويُظهر ذلك التزامًا متزايدًا بتقنيات الإنتاج النظيفة والقابلة للتطوير، وجاء الهيدروجين الأزرق – الذي يتم إنتاجه من الغاز الطبيعي مع التقاط الكربون – في المرتبة الثانية بحصة 13%، بينما تم تخصيص 3% فقط لخطوط الأنابيب والتخزين تحت الأرض.

وحصلت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا على النصيب الأكبر من الاستثمارات في الهيدروجين النظيف، بقيمة6 مليارات دولار، ويعود ذلك جزئيًّا إلى الإغلاق المالي لشركة “نيوم” للهيدروجين الأخضر في السعودية، وهي أكبر منشأة للتحليل الكهربائي قيد الإنشاء في العالم.

واحتلت الصين المرتبة الثانية بعد السعودية من حيث إجمالي الاستثمارات؛ حيث وافقت على مشاريع الهيدروجين الأخضر لإنتاج 1.7 جيجاوات، ومع ذلك كانت حصتها من إجمالي الاستثمار منخفضة نسبيًّا، ويعود ذلك جزئيًّا إلى انخفاض تكلفة أجهزة التحليل الكهربائي المصنوعة في الصين.

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في الاستثمارات، لا تزال هناك تحديات تواجه صناعة الهيدروجين النظيف، فمعظم مشاريع الهيدروجين النظيف التي جرى الإعلان عنها لم تحصل على التمويل بعد؛ بسبب نقص الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج.

ويُعد دعم السياسات ضروريًّا للمساعدة في تسريع نمو صناعة الهيدروجين النظيف، وتشير نماذج “بلومبيرج إن إي إف” إلى أن هناك حاجة إلى ضخ استثمارات بقيمة 62 مليار دولار سنويًّا بحلول عام 2030 للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.