دخل مشروع “إتش 2 ميد” مرحلة جديدة من التطوير بعقود لدراسات مبدئية وأولية للأثر الهندسي والبيئي في المكان، ويعتبر المشروع بمثابة مبادرة عابرة للحدود الوطنية، هدفه ربط شبكات الهيدروجين في شبه الجزيرة الإيبيرية مع تلك الموجودة في شمال غرب أوروبا، والهدف من ذلك تمكين القارة العجوز من زيادة إنتاجها من الهيدروجين الأخضر وبتكلفة وأسعار معقولة، ومن المتوقع أن يتم ذلك بحلول عام 2030.

وصرحت رئيسية المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” بأن مشروع “إتش 2 ميد” أطلق خلال عام 2022 بقيمة بلغت 2.5 مليار يورو، والهدف من ذلك هو “بناء العمود الفقري للهيدروجين بأوروبا”، ومن المتوقع أن ينقل أول ممر هيدروجين أخضر في أوروبا 10% من استهلاك الهيدروجين الأوروبي، وهو ما يعادل حوالي مليوني طن سنويًّا.

وأطلقت حكومة كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال أول ممر هيدروجين أخضر في أوروبا، والذي يعرف باسم مشروع “إتش 2 ميد” خلال شهر أكتوبر 2022، والمشروع هدفه ربط الهيدروجين بين البرتغال وإسبانيا وخط أنابيب تحت سطح البحر، بالإضافة لربط مشروع الهيدروجين ليربط إسبانيا وفرنسا.

وسيتم التنسيق بين أنظمة النقل في الاتحاد الأوروبي و”إيناغاز الإسبانية” “وجي آر تي غاز الفرنسية” و”تيريغا الفرنسية”، من خلال التنسيق مع شركة ألمانية، وتم التعاقد مع شركة وود بهدف إعداد الدراسات الهندسية الأولية، بالإضافة لعمل تحليل لبدائل المسار واختيار ممر مشروع خط أنابيب الهيدروجين.

والمشروع هدفه تحليل المسارات المحتملة المتنوعة لنقل خط الأنابيب البحري لربط برشلونة بمرسيليا من خلال البحر الأبيض المتوسط، والتقييم سيسهم في تحديد الممر المفضل لخط الأنابيب تحت سطح البحر بين فرنسا وإسبانيا، ولا بد من الأخذ في الاعتبار الآفاق الفنية والاقتصادية والبيئية والمجتمعية.

وستجري شركة “تكنو أمبيانتي” عددًا من الدراسات المجتمعية والبيئة لأول ممر هيدروجين أخضر في أوروبا من خلال دعم من فرانكوم وناتشورال باور، ويتوقع مشغلو النظام النقل الثلاثي أن يتم تحديد ممر مفضل والنظر في وجهات النظر الفنية والبيئية والاقتصادية عن طريق التقييم.

وصرح “بيير وارلوب” مدير الشركة الفرنسية “ناتشورال باور” بأن تطوير المبادرة العابرة للحدود سيتيح لأوروبا الفرصة للتزود بالهيدروجين الأخضر بأسعار معقولة بحلول عام 2030، والمشروع سيعتمد على الخبرة الواسعة لتقديم الدراسات البيئية لتطوير الطاقة المتجددة.

واختارت المفوضية الأوروبية في يوم 28 نوفمبر 2023 “مشروع إتش 2 ” لوضعه في قائمة المشروعات ذات الاهتمام المشترك، وفي الآونة السابقة زادت خطط أنابيب الهيدروجين الأخضر في أوروبا، في ضوء تهيئة البنية التحتية للقارة الأوروبية لاستقبال تدفقات الهيدروجين المتوقعة من المشروعات تحت التنفيذ والتطوير بحلول عام 2030.

ونمت شبكة خطوط الأنابيب الخاصة بنقل الهيدروجين الأخضر في قارة أوروبا لتصل إلى 31 ألف وحوالي 500 كيلومتر بحلول عام 2030، من خلال الاعتماد على 40 مشروعًا، هدفه بناء خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا، ومن المتوقع تشغيلها خلال هذا العقد ضمن مبادرة العمود الفقري للهيدروجين بأوروبا.

وتضم المبادرة حوالي 33 مشغلًا للبنية التحتية للطاقة في أوروبا لتسريع تطوير البنية التحتية للهيدروجين في القارة الأوروبية، من خلال إعادة تأهيل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الجارية، بالإضافة لبناء خطوط أخرى فضلًا عن تحقيق سوق تنافسية.

والمرحلة الأولى تتكون من مبادرة العمود الفقري للهيدروجين بأوروبا من 52%من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يعاد استخدامه، في حين تأتي النسبة الباقية 48% من خطوط أنابيب الهيدروجين المخصصة حديثًا، والمبادرة تتوقع توسيع شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين الأخضر في أوروبا لتصل لحوالي 57 ألف و600 كيلومتر بحلول عام 2040.