الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تغيٌر مناخي ← أستراليا: الألواح الشمسية تحطم الأرقام القياسية، وجدل حول سياسات الدعم الفيدرالي للطاقة المتجددة
حقق سوق الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء في أستراليا رقمًا قياسيًّا خلال الفترة الحالية؛ حيث سجل شهر نوفمبر 2023 أكبر انطلاقة له، كما يقترب هذا العام من أن يصبح الأعلى من حيث معدل إجمالي التركيبات السنوية.
ويظهر آخر تحديث شهري من محللي السوق “سونويز” أنه تم تركيب ما يزيد قليلًا عن 330 ميجاوات من أنظمة الطاقة الشمسية الجديدة على الأسطح (0-100 كيلو وات) في نوفمبر 2023، “محطمًا الرقم القياسي السابق” البالغ 314 ميجاوات في ديسمبر 2020.
وقفز متوسط حجم النظام إلى 9.9 كيلووات؛ ما يعكس الاتجاه المتزايد نحو الكهرباء والسيارات الكهربائية واستقلالية الطاقة، وفرض المزيد من الضغط على مولدات الفحم المتبقية في البلاد، وصناعة الغاز.
وخلال فصل الربيع الماضي، سجلت ألواح الطاقة الشمسية أرقامًا قياسية متعددة للإنتاج؛ ما يدعو إلى إعادة النظر في لوائح سوق الطاقة ويسلط الضوء على أهمية أنظمة تخزين البطاريات؛ حيث تجاوز إنتاج الطاقة الشمسية في جنوب أستراليا إجمالي الطلب على الطاقة في البلاد.
كما كان إجمالي ألواح الطاقة الشمسية في نوفمبر 57 ميجاوات (21%) أكثر مما تم تركيبه في أكتوبر و17% قياسًا على نفس التوقيت من العام الماضي.
وحطم الشهر الحالي ديسمبر 2023 الأرقام القياسية متقدمًا بنسبة 16% عن الفترة المقابلة من عام 2022، والتي تأخرت بنحو 80 ميجاوات عن الوتيرة القياسية المسجلة في عام 2021؛ حيث تمت إضافة 400 ألف نظام جديد بإجمالي 3.3 جيجاوات من القدرة الجديدة.
ونقل موقع رينيوإيكونومي الأسترالي والمتخصص في شؤون الطاقة المتجددة والنظيفة عن وارويك جونستون- المدير الإداري لشركة سونويز-قوله إن الارتفاع في هذا الوقت من العام يعد علامة جيدة على أن نمو الألواح الشمسية المركبة على الأسطح قد عاد إلى طبيعته بعد سنوات قليلة مدمرة، وربما يعود إلى أفضل رقم قياسي له في وقت قريب.
وقال جونستون يوم الإثنين إن الأرقام الحالية أسعدته على نحو كبير، فلفترة طويلة، كانت النتائج في السجلات كل شهر تؤدي إلى الملل بعض الشيء، ولكن الآن لدينا بالفعل أول رقم قياسي حقيقي لنا منذ عام 2020لا يجعلني أشعر بالانزعاج.
وأردف أنه بالنظر إلى البيانات، نحن الآن متخلفون بشكل أساسي عن 2021 بمقدار 80 ميجاوات؛ ما يعني أننا بحاجة إلى الحصول على 80 ميجاوات أكثر مما فعلناه في 2021 من أجل تسجيل رقم قياسي جديد.
وأردف أنه بالنظر إلى عام 2021، كانت هناك بالفعل مكاسب ضعيفة جدًّا في ديسمبر؛ لذا فإن توقعه هو أن سوق ديسمبر 2023 ستكون ضيقة، لكنه يعتقد، في نفس الوقت، بأنهم يسيرون على الطريق الصحيح لإنهاء العام بأرقام قياسية جديدة.
وعلى مستوى الدولة ككل، تظهر البيانات نموًّا قويًّا صعودًا وهبوطًا على الساحل الشرقي لأستراليا، حيث سجلت “سونويز” أعلى مستوياتها في نوفمبر في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وفيكتوريا وتسمانيا.
لكن جميع الولايات اتجهت صعودًا هذا الشهر؛ حيث رسم الإقليم الشمالي وتسمانيا “معدلات نمو استثنائية” بنسبة 86% و50% على التوالي، كما كشفت “سونويز” أن نيو ساوث ويلز تقود السوق في الوقت الحالي.
وبالنسبة للمنازل والأسر، كان أكبر معدل نمو في عمليات تركيب الألواح الشمسية لهذا الشهر في قطاع 10-15 كيلو وات؛ حيث قفز متوسط حجم النظام الشمسي على أسطح المنازل مرة أخرى إلى 9.9 كيلو وات، واقترب من تجاوز عتبة الـ10 كيلو وات،كما كانت أقوى القطاعات التجارية في الفئة من 15 إلى 30 كيلو وات ومن 75 إلى 100 كيلو وات.
وعن ذلك يقول جونستون إن الشهر القياسي لا يعود بالضرورة إلى أي شيء مختلف تمامًا يحدث في بيئة السياسة أو في تفكير المستهلك، ولكنه يمثل “العودة إلى الطبيعة” بعد بضع سنوات شكلتها التحديات في سلاسل التوريد.
ويضيف أن الأمر المثير للاهتمام هو أنه في العام الماضي كانت لديه أخبار على الصفحة الأولى من الحرب في أوكرانيا والتي أدت إلى صدمات في أسعار الطاقة؛حيث لاحظوا ارتفاع أحجام العملاء المتوقعين في تلك الفترة.
وأكد أنه بالنسبة لهفإنهيرى أن الناس ينظرون إلى هذا الأمر على أنه مصدر قلق لتكلفة المعيشة، ويتحركون على هذا الأساس، ويضيف أن أحد الأسباب المؤدية إلى نمو ذلك القطاع سيكون الإقبال المتزايد على السيارات الكهربائية؛حيث إن سوق السيارات الكهربائية توسعت ووصلت إلى 100 ألف سيارة كهربائية تم بيعها هذا العام،ويتوقع الخبراء نمو السوق إلى 20 ألف سيارة في العام المقبل، وبالنظر إلى مبيعات النظام الكهروضوئي في 300 ألف في السنة،يمكن القول إن الناس سيقومون بشراء أو ترقية نظامهم الكهروضوئي للمساعدة في تغذية تلك السيارات.
وضمت هيئة تغير المناخ الأسبوع الماضي صوتها إلى الأصوات المتصاعدة والتي تطالب الحكومة الفيدرالية بتمديد خطط الطاقة المتجددة- المعروفة بـ SRES- إلى ما بعد تاريخ الانتهاء الحالي لعام 2030، وإضافة تخزين البطاريات المنزلية إلى الخطة بالإضافة إلى شواحن السيارات الكهربائية المنزلية.
ومع ذلك ينتهي الدعم في عام 2030، ومن المتوقع أن يزداد امتصاص الطاقة الشمسية على الأسطح بشكل كبير؛ حيث يتم تخفيض الخصم المقدم بموجب قواعد هذا المخطط.
ويقول جونستون إن البلاد بحاجة إلى طاقة متجددة رخيصة الثمن، لكنها لن تأتي قبل ثلاث سنوات أخرى على الأقل بالكم المطلوب.
لا يريد جونستون فقط إبقاء هذا المخطط مفتوحًا لفترة أطول، ولكنه يرغب في تعديله لاستيعاب أنظمة شمسية أكبر على الأسطح تتجاوز الـ 100 كيلو وات الحالية.
يقول رينيكونومي إن موقفه هو توسيع المخطط إلى أنظمة ميجاوات واحدة، وتخفيف أي معوقات روتينية تقف أمام الأعمال الصديقة للبيئة.
ويقول جونستون إن إعلان الحكومة الفيدرالية قبل أسبوعين عن إدخال مخطط استثمار القدرات لدفع عملية إطلاق الطاقة الشمسية على نطاق واسع، وتحذيرها من مخاطر القطاع التجاري والصناعي في السقوطيعني أن الأسعارسوف تنخفض؛ لأنه لا يبدو أن هناك امتدادًا للسياسات الأسترالية المتعلقة بالطاقة المتجددة؛ ما يعني أن الشركات ستستطيع استخدام هذه الطاقة.
وجادل جونستونفي أن ثمة قيود لا تزال على مقدار الطاقة الخضراء التي يتم توليدها من أسطح الناس،ولكن يتوجب علينا العمل على إدخال كل سسإلكترون أخضر في الشبكة.