الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تراجم ← هل يختفي الفحم من أستراليا في 2034 كما تقول خارطة طريق الطاقة؟
زفت صحيفة Theconversation الأسترالية بشرى اختفاء جميع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في عام 2038- أي قبل خمس سنوات عما كان متوقعًا لها – ولكي يحدث ذلك تحتاج الطاقة المتجددة إلى التضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030 وسبعة أضعاف بحلول العام 2050.
ونقلت الصحيفة في 14 ديسمبر 2023 مشروع وثيقة تحمل اسم خطة النظام المتكامل 2024، والتي أصدرها مشغل سوق الطاقة الأسترالي AEMO، يحدد هذا المشروع مسارًا شاملًا للسنوات العشرين القادمة؛ حيث تبدأ أستراليا عملية فطام من الطاقة الملوثة، وتتمسك بمصادر الطاقة المتجددة التي يتم تثبيتها عن طريق التخزين.
ما هي خارطة الطريق؟
تقول AEMO إن سوق الطاقة ككل تعمل بسلاسة، بما في ذلك التخطيط لاحتياجات التحول إلى الطاقة النظيفة في المستقبل، وهذا الأمر تناقشه الخطة بالتفصيل.
اعتمدت الشبكة الرئيسية للكهرباء في أستراليا على ربط محطات الفحم الرخيصة الملوثة للبيئة بالمدن الكبرى. ومع تقاعد محطات الفحم تحتاج أستراليا إلى شبكة مختلفة؛ حيث تستمد الطاقة المتجددة من العديد من المواقع المختلفة، مع التخزين.
وتصدر AEMO خطة محدثة كل عامين، تعتمد على النمذجة التفصيلية والتشاور في كافة شئون قطاع الطاقة.
ومن خلال عملية التخزين، تصل إلى “مسار التنمية الأمثل”. وهذه الطاقة هي المزيج الأرخص والأكثر فعالية لتوليد الكهرباء، وتخزينها، ونقلها لتلبية الاحتياجات الموثوقة والآمنة، مع دعم سياسات خفض الانبعاثات الحكومية لصالح المستهلكين على المدى الطويل، فتغيير قوانين البلاد المختصة بالكهرباء، والتي تستهدف بالأساس خفض الانبعاثات، دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر؛ ولذا لا تستخدم AEMO حاليًّا سوى سيناريوهات تتماشى مع الأهداف الوطنية لخفض الانبعاثات كما حددت الحكومة الأسترالية.
ويهدف المسار الجديد في هذه الخطة الأخيرة إلى ضمان أن يكون تحول الطاقة أقل تكلفة وأكثر مرونة. والأهم من ذلك، أن الخطة تشير إلى احتياج أستراليا إلى بنية تحتية جديدة، وخاصة خطوط النقل؛ لتوصيل نظام الكهرباء الجديد.
خريطة المشاريع المتجددة الحالية والمستقبلية وتخزين الطاقة وخطوط النقل اللازمة لتحضير الشبكة الرئيسية في أستراليا.
هل من جديد في العام المقبل؟
تستشرف خطة 2024 المستقبل بثلاثة سيناريوهات محتملة:
سيناريو التغيير الجذري: يوضح الرسم البياني الصادر عن صحيفة The conversation توليد الطاقة حاليًّا والتوقعات المستقبلية لسيناريو التغيير الجذري لسوق الكهرباء بحسب دراسة AEMO.
ماذا يدور في أروقة سيناريو التغيير الجذري؟
يفترض هذا السيناريو توقف 90% من إجمالي مولدات الفحم المتبقية والتي تبلغ قوتها 21 جيجاوات، خلال عامي 2034- 2035، إلى أن يتقاعد أسطول المولدات في 2038. ويعد هذا الإطار الزمني أسرع بخمس سنوات مما كان متوقعًا له في خطة النظام المتكامل عام 2022.
وتؤكد إيمو أن خروج الفحم من شبكة الكهرباء يمكن أن يكون أسرع؛ ما يعني ارتفاع تكاليف الاعتماد على الفحم، وانخفاض أمن الوقود وارتفاع تكاليف الصيانة، فضلًا عن المنافسة مع الطاقة المتجددة.
ولإدارة عملية التخلي عن الفحم- في نفس الوقت الذي يتصاعد الطلب على الكهرباء بسبب النمو السكاني والتحول نحو وسائل النقل الكهربائية- ستحتاج أستراليا، خلال العقد المقبل، إلى إضافة حوالي 6 جيجاوات من الطاقة المتجددة سنويًّا. وعلى الرغم من أن هذا الرقم قد يبدو ضخمًا للبعض فإنه في الوقت الحالي يُطرح حوالي 4 جيجاوات في السنة. كما تتوقع الخطة في نفس الوقت زيادة كبيرة في الطاقة الشمسية على الأسطح، 18 جيجاوات أكثر مما كانت عليه في الخطة السابقة.
وتقول الخطة إن هناك حاجة إلى ما يقرب من 10000 كيلومتر من خطوط نقل جديدة لتقديم هذا النظام الأقل تكلفة بحلول 2050، ومنذ الخطة الأخيرة، بنيت بعض المشاريع الصغيرة، وتأجلت جداول زمنية لمعظم المشاريع الكبيرة.
وترجع هذه التأخيرات جزئيًّا إلى معارضة المجتمع لخطوط النقل الجديدة، وحددت AEMO الآن بشكل صريح الترخيص الاجتماعي باعتباره تحديًا رئيسيًّا أمام تقديم نظام الطاقة الجديد.
ثبات الطاقة والغاز
تدعو خطة 2024 إلى مضاعفة قدرة الشبكة على الثبات أربع مرات عما هي عليه؛ مما يخفف من الارتفاع والانخفاض في توليد الطاقة المتجددة، ويقلل من احتمالية نقص الطاقة للمستهلكين.
وسوف يأتي ذلك من البطاريات المعلقة على نطاق الشبكة، والبطاريات المائية التي يتم ضخها، والبطاريات الاستهلاكية المنسقة المستخدمة كمحطات طاقة افتراضية، وربما توليد الطاقة بالغاز، وهو الأمر الذي يثير جدلًا.
وبموجب تلك الخطة، سيكون هناك 50 جيجاوات أو 654 جيجاوات ساعة من التخزين قابلة للإرسال، بالإضافة إلى 16 جيجاوات من الغاز المرن.
ويمثل ذلك دفعة كبيرة لقدرة الغاز، والتي كان من المتوقع أن تزيد قليلًا عن 9 جيجاوات من سعة الغاز بموجب الخطة الأخيرة.
لماذ نحتاج إلى هذه القدرات؟ ترى AEMO أن محطات الغاز تلك لن تعمل كما تعمل اليوم، فهي مولدات احتياطية تستخدم بشكل غير منتظم لضمان ثبات وأمان وموثوقية الشبكة.
ومن ثم فإن الزيادة في بناء محطات توليد الكهرباء بالغاز لا تعني أبدًا الاعتماد على الغاز، كما لا تعني زيادة في انبعاثات الغاز المحترق. بل تتوقع AEMO انخفاضًا كبيرًا في طاقة الغاز على المدى القصير إلى المتوسط.
ولكن اعتبارًا من عام 2033-ومع حرق آخر قطعة فحم في محطات الفحم بأستراليا- تتوقع AEMO زيادة في توليد الغاز.
وترى AEMO أن التحول من الاستخدام المنتظم إلى الاستخدام غير المتكرر أو الاستخدام الاحتياطي للغاز يعتبر تحديًا كبيرًا لشبكات الغاز الأحفوري الحالية.
وإذا ما تمكنت أستراليا من استبعاد كل عمليات توليد الوقود الأحفوري تقريبًا من الشبكة الرئيسية بحلول عام 2034 فسيكون الأمر جيدًا.
وحتى لو كان كل هذا غازًا أحفوريًّا- وهو ما لن يكون- فإن كثافة الانبعاثات الصادرة عن الشبكة الرئيسية في أستراليا ستكون محدودة للغاية، حوالي 0.01 طن لكل ميجاوات في الساعة، أو أقل 60 مرة مما هي عليه اليوم.