نشرت وكالة رويترز دراسة تناولت حالة التباين التي تشهدها الساحة العالمية لتوقعات الطلب على النفط لعام 2024؛ حيث تتوقع منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” نموًّا قويًّا يقدر بـ2.25 مليون برميل يوميًّا، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموًّا أكثر تواضعًا يبلغ 1.22 مليون برميل يوميًّا، ويمثل هذا الفارق – الذي يُقارب واحد بالمئة من الطلب العالمي – أكبر تباين في توقعات المنظمتين منذ 16 عامًا على الأقل؛ مما يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل سوق النفط ومسار التحول في مجال الطاقة.

وتعود جذور هذا التباين إلى اختلاف الرؤى حول مسار التحول في مجال الطاقة، ففي حين تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة سيحدث بوتيرة أسرع، ترى أوبك أن الطلب على النفط سيستمر في النمو، خاصة في الدول النامية التي تشهد طفرة سكانية واقتصادية.

ويرسل هذا التباين إشارات متباينة إلى التجار والمستثمرين حول مستقبل سوق النفط؛ مما يخلق حالة من عدم اليقين حول قوة السوق في عام 2024، ويثير هذا التباين أيضًا تساؤلات حول توقعات الطلب على النفط على المدى الطويل، خاصة مع تزايد الضغوط العالمية للحد من انبعاثات الكربون والالتزام بالمعايير البيئية.

ومن الصعب في الوقت الحالي تحديد أيهما أكثر دقة، أوبك أم وكالة الطاقة الدولية؟ ومن المرجح أن يشهد المستقبل مزيدًا من التعديلات على توقعات الطلب على النفط؛ حيث تعتمد على العديد من العوامل المتغيرة، بما في ذلك التحولات في مجال الطاقة ونمو الاقتصاد العالمي، فضلاً عن التطورات التكنولوجية والسياسات الدولية.