صرح رئيس الحكومة المغربية “عزيز أخنوش” يوم الإثنين الموافق 11 مارس بمنشور بتفعيل “عرض المغرب” لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، وفي ضوء ذك خصصت حكومة الرباط نحو مليون هكتار لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب، ويعتبر ذلك خطوة من شأنها تدعيم تحركات المملكة المغربية للاستحواذ على حصة من سوق وقود المستقبل.

ويعتبر ذلك بمثابة عرضًا عمليًّا وتحفيزيًّا يشمل مجموع سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب، ويتوافق ذلك مع احتياجات المستثمرين لجعل المملكة المغربية فاعلًا تنافسيًّا في قطاع الهيدروجين الأخضر.

والمغرب تخطط لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًّا بحلول عام 2030 عن طريق الاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة، بالإضافة لتحلية مياه البحر الأمر الذي يؤدي لتسريع وتحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

وعرض المغرب يتماشى مع تنفيذ التوجهات الواردة في جلسة العمل والتي يترأسها الملك محمد السادس وجاء ذلك يوم 22 نوفمبر 2022؛ حيث دعا الحكومة للإسراع في تقديم عرض الهيدروجين الأخضر حيث يتضمن تثمين الإمكانات التي تتمتع بها المملكة المغربية بالإضافة للاستجابة لمشروعات المستثمرين العالميين.

وقامت الحكومة المغربية بتوفير أراضى لحل أزمة تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب حيث أعلنت تحديد “عقارات عمومية” تناهز مساحتها مليون هكتار وسيتم توفير 300 ألف هكتار لصالح المستثمرين، ويأتي ذلك خلال المرحلة الأولى ويتم توزيع 300 ألف هكتار على قطع أراضي تتراوح مساحتها بين 10 آلاف و30 ألف هكتار حيث أكدت الحكومة حرص المملكة المغربية في إطار تعاقدي لحماية وضمان حسن استعمال الوعاء العقاري العمومي.

وعرض المغرب يرتكز على بنية تحتية تناسبية يتم التخطيط لها وصيانتها في ضوء أفضل المعايير الدولية بالإضافة لوضع تدابير تحفيزية تواكب حاملي المشروعات، ولنجاح تنفيذ عرض المغرب سيتم التوقيع على اتفاقيات تهدف لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ المشروعات في إطار علاقة من الشفافية التامة والالتزام بقواعد السرية بين الدولة والمستثمر.

وسجلت الإيرادات السنوية للطلب على الهيدروجين الأخضر في المغرب 22 مليار درهم كل عام بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن ترتفع لتصل إلى 330 مليار درهم بحلول عام 2050، وتعتبر المغرب من الدول الـ6 في العالم التي تمتلك إمكانيات كبيرة تؤهلها لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته الأمر الذي يمكن المغرب من الاستحواذ على 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.

والهدف من عرض الهيدروجين الأخضر في المغرب أن يحتل المغرب مكانة متميزة على المستوى الإقليمي والعالمي في مجال تطوير الطاقة المتجددة، من خلال استثمار المكانة الرائدة للمغرب ومواردها الطبيعية المتنوعة بالإضافة للبنية التحتية ذات المستوى العالمي.

وإمكانات الطاقة الشمسية في المغرب تصل لحوالي 1000 جيجاوات، وبالنسبة لطاقة الرياح تصل لحوالي 300 جياوات، وتبلغ القدرة الحالية من الطاقة المتجددة نحو 4.151 جيجاوات وتمثل حوالي 38% من القدرة الكهربائية المركبة في المغرب بالإضافة لوجود خطة لزيادة 52% بحلول عام 2030.

والحكومة المغربية وضعت خطة تحتوي على المراحل التي يجب على المغرب اتباعها لإنجاز المشروع بالإضافة لأدوار المتدخلين لتنفيذ مقاربة شاملة وعملية تمنح المستثمرين رؤية واضحة، وعرض المغرب يتألف من 6 أجزء تتمثل في مجال تطبيق عرض المغرب لتنفيذ المشروعات الخاصة بتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، وتوجد تدابير تحفيزية لاختيار المستثمرين وإبرام عقود مع الدولة المغربية في مجال الهيدروجين الأخضر.

ومن المتوقع أن يكون الهيدروجين الأخضر موجهًا للطاقة باعتباره أحد المحفزات الرئيسية لانتقال للطاقة، والنمو المستدام في المغرب والهيدروجين الأخضر سيعتبر بمثابة نقطة التحول في الاقتصاد المغربي في ظل وجود التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية.

وينطبق عرض المغرب على المشروعات المندمجة بداية من توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي لتحويل الهيدروجين الأخضر لأمونيا وميثانول بخلاف الخدمات اللوجستية ذات الصلة، وعرض المغرب يستهدف المستثمرين الذين يرغبون في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته سواء كان موجهًا للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما.

وهناك اهتمام فعلي وحقيقي بقطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب والذي أعرب عنه حوالي 100 مستثمر وطني ودولي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب،وأكد ذلك على المؤهلات الكبيرة التي تتمتع بها المملكة المغربية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.