صرح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا- خلال مشاركته في مؤتمر إيجبس يوم الاثنين الموافق 19 فبراير عام 2024- أن هدف مصر هو خفض الانبعاثات وتحقيق تحول الطاقة؛ حيث كشف أن مصر تعمل على تحديث استراتيجيتها للطاقة عن طريق رفع حصة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في إجمالي مزيج الطاقة لكي تتجاوز الهدف السابق والذي يتمثل بنسبة 42%.

وتهدف هذه الاستراتيجية لوصول مصر بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لتصل لحوالي 60% بحلول عام 2030، ويعتبر هذا الرقم متجاوزًا آخر تحديث تم خلال عام 2016، وأكد طارق الملا أن إعادة تحديث استراتيجية الطاقة في البلاد هدفها زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في الكهرباء خلال نهاية العقد الحالي، وتعتبر بذلك خطوة مهمة وتمهيدية لتحقيق تحول الطاقة.

ومصر تعمل الآن على إطلاق استراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر والعمل لوضع نظام حوكمة هدفه استعماله من قبل المجلس القومي والذي تأسس لإدارة صناعة الهيدروجين، وأكد وزير البترول المصري على ضرورة التعاون الإقليمي في مجال الطاقة منخفضة الكربون؛ حيث صرح بوجود فرص كبيرة لدى مصر تمكنها من التعاون من خلال وضع حلول جاهزة وبالفعل تمتلكها مصر، وتعمل مصر على تنمية مصادر الطاقة مدعومة بتوافر المقومات سواء كانت بنية تحتية أو لوجستية، بالإضافة لخطوط وشبكات وموانئ، ويوجد لدى مصر مناطق مؤهلة لمشروعات الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقات الخضراء ويوجد جهد كبير تبذله الكوادر البشرية.

وأشار الملا إلى أهمية منتدى غاز شرق المتوسط والذي يمكن من خلاله تكامل الجهود للاستفادة من الحلول الجاهزة بالإضافة لتوسيع التعاون المشترك، وقد حقق قطاع الطاقة في مصر مجموعة من النجاحات المتتالية ويخطط الآن لمستقبل أفضل، ويرجع ذلك لوجود استثمارات كبرى من قبل الشركات العالمية والتي تهدف للبحث والاستكشاف والإنتاج، الأمر الذي جعل القاهرة مركزًا إقليميًّا لتداول الطاقة، وساعد هذا العامل مصر في تنمية مواردها من الغاز الطبيعي، وعمل على جذب شركات عالمية واستراتيجية الطاقة كان هدفها قبل تحديثها بأن تبلغ نسبة مساهمة الطاقة المتجددة بمزيج من الكهرباء في مصر 42% بحلول عام 2030 والطاقة النووية حوالي 3% والطاقة الحرارية حوالي 55%.

وصرح الأمين لمنتدى غاز شرق المتوسط “أسامة مبارز” أن المنتدى – الذي تتثمل أهدافه في تحقيق التوازن السليم بين أمن الطاقة والتحول الطاقي والغاز الطبيعي – يلعب دورًا كبيرًا في مرحلة تحول الطاقة، ويعمل المنتدى على محاولة استعمال الغاز الطبيعي بشكل مستدام، وبالفعل هناك مبادرات وخطط يعمل على تحقيقها المسؤولون حيث تم إطلاق مبادرة لإزالة الكربون وتحسين كفاءة استعمال الطاقة.

وأكدت نائبة وزير الطاقة اليوناني “أليكساندرا سودكو” أن اليونان قررت الابتعاد والتخلي عن الفحم وذلك منذ عام 2019 حيث كانت اليونان تريد إنتاج الكهرباء من مصادر طاقة متجددة متنوعة؛ حيث تمكنت في فترة 4 سنوات من زيادة اعتمادها على مصادر طاقة متجددة بنسبة بلغت حوالي 50% وتخطط للوصول إلى 80% بحلول عام 2030، واليونان تهدف لأن تكون أكبر منتجي الغاز وتكون مصدرًا لنقل الطاقة، وأكدت أنها لو لم تلتزم وتطبق التكنولوجيا التي تهدف لتحقيق هذه الأهداف فإنها سوف تقع في فجوة كبيرة بين طموحها والواقع.