أعطت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إشارة البدء لإعادة تشغيل محطة نووية في ولاية ميشيجان، كجزء من استراتيجية طموحة تتبناها لإعادة إحياء هذا المصدر النظيف لتوليد الكهرباء محليًّا.

ويأتي هذا في إطار التزام واشنطن بتحقيق الأهداف المناخية وضمان أمن الطاقة.

وخلال العام الماضي2023، اتجهت إدارة بايدن بشكل متزايد نحو الطاقة النووية باعتبارها خيارًا منخفض الكربون، وأشار إلى دعمه لزيادة بناء السعة النووية، مع تبين أن الانتقال إلى الطاقة الشمسية والرياح- الذي اعتُبر الخيار الأمثل للتخلص من الاعتماد على النفط والغاز- لن يكون سلسًا كما كان متوقعًا.

ويرى المدافعون عن الطاقة النووية أنها تلعب دورًا حاسمًا في تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء، في حين يتم انتقادها بسبب التكاليف العالية لبناء محطات الطاقة النووية وصعوبة التعامل مع النفايات المشعة.

قرض بـ1.5 مليار دولار:
تعتزم إدارة الرئيس جو بايدن تقديم قرض بقيمة 1.5 مليار دولار؛ لدعم عملية إعادة تشغيل محطة نووية في ولاية ميشيجان، وهذه خطوة تعد الأولى من نوعها في إعادة فتح مفاعل نووي مغلق في الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقًا لتقرير من بلومبرج، من المقرر أن يتم تقديم هذا التمويل، الذي يتوقع أن يحصل على دعم مشروط من وزارة الطاقة الأمريكية، في فبراير 2024.

والمستفيد المتوقع من هذا القرض هو شركة هولتيك إنترناشونال كورب، المالكة لمحطة باليساديس النووية؛ حيث من المتوقع أن يُستخدم التمويل لإعادة تشغيل المحطة.

وتلك الخطوة تأتي استنادًا إلى مصادر مطلعة على التطورات الحالية في هذا الشأن.

يأتي هذا التمويل في إطار تأكيد البيت الأبيض على أهمية الحفاظ على أسطول الولايات المتحدة من محطات الطاقة النووية، وذلك كجزء من جهودها لتحقيق الأهداف الطموحة للبلاد في مجال البيئة والمناخ.

وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق خطة لإزالة الكربون من الشبكة الكهربائية بحلول منتصف العقد المقبل، ومن الاقتصاد الوطني بحلول منتصف القرن الحالي.

وتُعتبر المحطات النووية مصدرًا مهمًّا لتوفير الوظائف المجزية في صناعة الطاقة، وفقًا لمعلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مفاعلات مغلقة:
تشهد الولايات المتحدة إغلاق عدد كبير من مفاعلاتها النووية منذ عام 2013، وسط منافسة شديدة من مصادر الطاقة الرخيصة مثل الغاز الطبيعي والمصادر المتجددة.

وحذرت وزارة الطاقة الأمريكية من أن أكثر من نصف المفاعلات النووية في البلاد تواجه خطر الإغلاق بسبب عوامل اقتصادية.

وفي هذا السياق، أعرب المتحدث باسم شركة هولتيك إنترناشونال كورب، نيك كالب، عن تفاؤل كبير بشأن القرض الذي تقدمت به وزارة الطاقة، مشيرًا إلى أن هذا القرض سيساعد الشركة في إعادة فتح مفاعل نووي مغلق لأول مرة في تاريخها.

وأضاف كالب: “نأمل في الحصول على الموافقة في الوقت المناسب لإعادة تشغيل المحطة بكامل سعتها بحلول نهاية منتصف العقد الحالي 2025”.

وأكد: “هذه فرصة تاريخية للبلاد بشكل عام، وولاية ميشيجان بشكل خاص”، وفقًا لتصريحاته التي نقلتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع قائلًا: “مع التحول المستمر بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، يظهر دور الطاقة النووية بوضوح، ليس فقط في تحقيق أهدافنا المناخية، ولكن أيضًا في ضمان استدامة الطاقة الكهربائية”.

منافسة شرسة:
استحوذت شركة هولتيك إنترناشونال كورب على محطة الطاقة النووية التي تبلغ سعتها 800 ميجاوات في العام السابق (2022) بعد إغلاقها من قبل شركة إنرجي كورب لأسباب مالية. وكانت الشركة الأخيرة قد واجهت صعوبات في مواجهة المنافسة من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي والمصادر المتجددة.

وفي أعقاب زيادة الاهتمام من قبل إدارة الرئيس جو بايدن بتوليد الكهرباء منخفضة الكربون باستخدام الطاقة النووية، قدمت شركة هولتيك إنترناشونال طلبًا في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2023) إلى اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية لإعادة فتح المحطة.

كما قدمت طلبًا للحصول على قرض من مكتب برامج القروض التابع لوزارة الطاقة الأمريكية.

وقد تقدمت شركة هولتيك إنترناشونال كورب بثقة في خطط إعادة التشغيل بناء على مناشدات من حاكم ولاية ميشيجان، غريتشينويتمير.

وتلقت خطط الشركة لإعادة التشغيل دفعة إضافية بعد موافقة شركة الطاقة الأمريكية ولفرين باور كوأبراتيف على شراء ما يصل إلى ثُلثي إنتاج المحطة ابتداء من نهاية عام 2025، على الرغم من وجود تحديات إضافية.

وإذا نجحت هذه الخطط، فستكون باليساديس أول محطة نووية يتم تمويلها من قبل إدارة بايدن، وفقًا لتقرير نُشر على منصة الطاقة المختصة.

استثمارات مرتقبة:
عبّر عضو الكونجرس الأمريكي بيل هويزنغا – الذي يمثل جنوب غرب ميشيجان – عن تفاؤله البالغ بشأن إعادة تشغيل محطة باليساديس النووية، حيث قال: “إن هذا تطور واعد للغاية”.

وأضاف: “لقد عملت على دعم هذا المشروع المهم بشكل مستمر بفضل الدعم الحزبي؛ لأنه سيعزز أمن الطاقة لدينا وسيوفر كهرباء نظيفة، وسيخلق فرص عمل مجزية في جنوب غرب ميشيجان”.

وتجدر الإشارة إلى أن محطة باليساديس النووية قد أُغلقت في مايو 2022 بعد نصف قرن من الخدمة، قبل أن تقوم شركة هولتيك بشرائها في يونيو 2022.

ومنذ فترة طويلة، أعربت حاكمة ولاية ميشيجان، غريتشن ويتمر، عن رغبتها في إعادة تشغيل المحطة، ملتزمة بتخصيص استثمارات بقيمة 150 مليون دولار من ميزانية الولاية للعام المالي الحالي- التي تبلغ 82 مليار دولار- لهذا الغرض.