تراجعت أسهم شركات الطاقة في أسواق المال الأمريكية، وسط حالة تفاؤل المستثمرين بتحقيق أرباح في الفترة المقبلة، مع تراجع التوتر الجيوسياسي في البحر الأحمر؛مما يساعد على أن ينتج عنه انتعاش الطاقة غير المستقرة.

وكان أداء قطاع الطاقة في الولايات المتحدة قد انخفض بنحو 3% منذ أكتوبر الماضي، وهي الفترة التي ارتفع خلالها مؤشر S&P 500-وهو مؤشر لقياس قيمة أسهم أكبر 500 شركة من حيث القيمة التسويقية في بورصة نيويورك- بحوالي 16%. كما ارتفع المؤشر المعياري لأداء القطاعات لعام 2023 بنسبة 24% على الرغم من انخفاض الطاقة بنحو 4.8%، والذي يسجل ثاني أكبر انخفاض بين قطاعات مجموعة S&P 500 العام الماضي؛ حيث سجل عام 2023 أسوأ أداء أرباح في مجال الطاقة، فقد انخفضت بنسبة 26% ولكن من المتوقع لعام 2024 أن تزيد الأرباح بنسبة 1.6%.

واستمر عدم استقرار قطاع سوق الأسهم الأمريكي حتى مع استفادة القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل البنوك وأسهم الشركات الصغيرة من تفاؤل المستثمرين، واعتقادهم بأن الاقتصاد ينتقل إلى ما يُعرف باسم مرحلة “الهبوط الناعم”، وهي المرحلة التي يتم فيها تباطؤ النمو الاقصادي مع تجنب الركود؛ وبذلك يتم تحقيق الاستقرار الاقتصادي وانخفاض التضخم.

ويعود تراجع أداء قطاع الطاقة وعدم استقراره إلى الانخفاض الشديد في أسعار النفط الخام الأمريكي بأقل من 20% من سبتمبر الماضي؛ حيث قل بحوالي 73 دولارًا لكل برميل بسبب كثرة العرض والإمدادات خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية مع قلة الطلب في الصين وأوروبا.

كما صرح ماثيو مالي-رئيس سوق الأسهم الاستراتيجي في ميلر تاباك- بأن أسعار النفط هي التي تقود سوق الأسهم في مجال الطاقة حاليًّا، فإذا ارتفعت أسعار النفط ستلحق بها مجموعات الطاقة في الارتفاع.

بالإضافة إلى تصنيف قطاع الطاقة في معهد ويلز فارغو للاستثمار (WFII) من قِبَل المستثمرين من “محايد” إلى “إيجابي” مضيفين أن أسعار النفط ستنخفض مع الاقتصاد العالمي، ولكن سيرتفع سعره مع نهاية هذا العام نتيجة التوترات التي تحدث في الشرق الأوسط و قرارات منظمة الأوبك التي ستؤثر حتمًا على أسعار النفط على المدى القصير.

وأشارالاستراتيجيون أيضًا في (WFII) إلى قيمة أسهم الطاقة وتقييمها التي تم تصنيفها بأنها “رخيصة تاريخيًّا”. وفي هذا الصدد صرح والتر تود بأن تحسين اتجاهات الأرباح من العوامل التي تدعم أسهم الطاقة وأخذ الاحتياطيات في حالة زيادة تأثير التوترات الجيوسياسية التي تهدد السوق.

وفي يوم 10 يناير 2024 حدث ارتفاع في أسهم قطاع الطاقة بنسبة 1.3% بعد أن ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي إلى 4.5% ثم استقر على 0.9% بعد أن تم تغيير مسار ناقلات النفط الموجودة في البحر الأحمر بسبب عدم الاستقرار في المنطقة.

وفي حين تحسنت أرباح وعائدات الطاقة إلا أنه من المتوقع تراجع القطاع هذا العام عن الزيادة بنسبة 11.1% بالنسبة إلى مجموعة S&P 500 في 2024.

كما صرح روبرت بافليك-مدير الاستثمار في داكوتا لإدارة الثروات- بأنه نظرًا للبطء المتوقع في اقتصاد الولايات المتحدة والتوترات والصراعات التي تحدث في الشرق الأوسط فإن أسعار النفط عادلة كنتيجة متوقعة لهذه الأحداث.