الرئيسية ← الأخبـــــــار ← الطاقة الغير متجددة ← جلسة حوارية في مؤتمر “إيجبس 2024” تناقش طاقات المستقبل
أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا أن مصر بادرت مبكرًا بالمضي نحو التحول الطاقي والالتزام بتنفيذ التعهدات الدولية لخفض الانبعاثات والانضمام للتعهد العالمي للميثان، وترجمت بالفعل ذلك لخطوات تنفيذية وبرامج عملية في مقدمتها التوسع في الاعتماد على الغاز الطبيعي، كاختيار أول في مرحلة التحول الطاقي مما أدى لزيادة استخدامه في مزيج الهيدروكربونات إلى ٦٠٪ مقابل ٤٠٪ من المنتجات البترولية، ومع التوسع في أعمال التوصيل للمنازل وتحويل السيارات للعمل بالغاز كوقود – والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة”- أصبح الغاز يقدم خدمة الطهي النظيف إلى 62 مليون مواطن بمصر.
وجاءت كلمة وزير البترول المصري – خلال افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة – في جلسة حوارية بعنوان “طاقات المستقبل”، ضمت ديتى يول يورجنسون مدير إدارة الطاقة بمفوضية الاتحاد الأوروبي، وهيثم الغيص أمين عام منظمة أوبك، وجوانجزى تشن نائب رئيس البنك الدولي للبنية التحتية.
وأكد الملا على أن توافر التمويل اللازم لجهود التحول الطاقي وخفض الانبعاثات يضمن انتقال طاقوي سريع وعادل، وكذلك الالتزام بالتعهدات الدولية في هذا الإطار، لافتًا إلى أن مشاركة المؤسسات الدولية الكبرى – كالاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بما لهما من أذرع للتمويل في دعم هذه البرامج – يشجع القطاع الخاص على زيادة استثماراته، ويأتي كأولوية قصوى تضمن تنامي هذه الجهود بما فيها الطاقات الجديدة والمتجددة وعدم تراجعها، وخاصة في قارة إفريقيا التي تلتزم مصر بمساعدتها في التحول الطاقي واستغلال المقومات المتاحة لدينا ولديهم وتوفير المؤسسات الدولية حوافز مالية ميسرة لتحقيق ذلك.
وأكدت يورجنسون أن قمة المناخ COP27 وضعت مصر على الطريق السليم نحو التحول الطاقي والإسراع في مشروعاته وتحسين كفاءة الطاقة، وأن تأمين إمدادات الطاقة بصورة عادلة ومستدامة هدف مشترك تعمل عليه مصر والاتحاد الأوروبي سويًّا وفق الشراكة المهمة والمثمرة بين الجانبين، وخاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة والفرص الكبيرة المتاحة بمصر، مؤكدة على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في هذا الإطار وزيادة استثماراته فيها.
ومن جانبه أكد هيثم الغيص أمين عام أوبك أهمية تعدد وتنويع مسارات وخطط الانتقال الطاقي وفقًا لظروف واحتياجات كل دولة، وعدم وضع مسار واحد إجباري يسري على الجميع ويجمعها هدف مشترك هو خفض الانبعاثات، وأعرب عن فخر أوبك بإشادة مؤسسة الاحتياطي الفيدرالى الأمريكي بدور المنظمة في استقرار الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن الانتقال الطاقي العادل يحتاج إلى دور أوبك، ويتطلب اهتمامًا عالميًّا لتوفير الطاقة للجميع وهو ما لم يتحقق إلا بالاستثمار في كافة أنواع الطاقة بالتوازي، خاصة وأن هناك شعوبًا لا تملك حتى الطاقة التقليدية، وأكد أن البترول والغاز يمكن إنتاجهما بطرق أكثر مسؤولية من خلال التكنولوجيات الحديثة التي تحقق نتائج مذهلة.
وأكد جوانجزى على أن الانتقال الطاقي وخفض الانبعاثات لا بد أن يواكبه توفير الطاقة للجميع ومحاربة الفقر، وأن البنك أجرى دراسة حول الانتقال الطاقي في مصر، وذلك ضمن تقرير البنك الدولي عن سبل الانتقال الطاقي الملائم لكل دولة، وأن التخلي عن الوقود الأحفوري في الوقت الحالي- مع عدم حصول شعوب على مصادر الطاقة- يمثل مشكلة وتحديًا.