ارتفعت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في التعاملات المبكرة لآسيا يوم الأربعاء، وسط مخاوف تتعلق بنمو الطلب في الصين، والتي تعد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، ووجود مؤشرات على قلة الإمدادات نتيجة وجود تخفيض كبار منتجي النفط للإنتاج.

وتلقت الأسعار دعمًا جراء تراجع الدولار الأمريكي؛ مما كان له دور في تعزيز الطلب للمشترين الذين يدفعون بعملات أخرى.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 82.12 دولار للبرميل، ما يسجل ارتفاعًا بواقع 8 سنتات، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتًا لتصل إلى 78.27 دولار للبرميل.

وأعلنت بكين، يوم الثلاثاء، عن هدفها تجاه زيادة معدل النمو الاقتصادي في الصين لعام 2024، والذي يفتقر بمعدل 5% إلى خطط تحفيز كبيرة لدعم الاقتصاد المتعرقل، والذي أثار المخاوف بشأن احتمالية تأخر نمو الطلب في الصين العام الحالي.

وتأكد توجه “تجنب المخاطرة” الذي اتصفت به أحدث التداولات عن طريق هبوط عوائد سندات الخزانة، والذي تسبب في الضغط على أسعار النفط، كما ارتفعت أسعار الذهب أمس الثلاثاء بطريقة قياسية وسط كثرة الرهانات في يونيو على خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

وأدى انخفاض الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى إعلان تحالف (أوبك+)- الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها يوم الأحد- عن تمديد تخفيضات الإنتاج التي تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًّا حتى نهاية الربع الثاني.

كما نتج عن تمديد التخفيضات أيضًا حدوث بعض الشح في كميات المعروض من النفط، وبالتحديد في الأسواق الآسيوية، مع تعطل تحركات ناقلات النفط بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وقال دانييل هاينز خبير – استراتيجيات السلع في بنك “إيه.إن.زد” في مذكرة الأربعاء – إن تراجع العقود الآجلة للخام يأتي في الوقت الذي يتوجه فيه الجميع للبعد عن المخاطرة في الأسواق، بالرغم من استمرار مؤشرات الشح في السوق، وأضاف أن تخفيضات (أوبك+) تشق طريقها ببطء عبر السوق.

وتجلت مؤشرات الشح بصورة كبيرة عند إعلان السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، يوم الأربعاء، عن صعود بسيط في أسعار مبيعات النفط الخام لشهر إبريل إلى آسيا، التي تعد أكبر سوق للنفط لها.

فيما ارتفعت مخزونات الخام الأمريكية بواقع 423 ألف برميل في الأسبوع الذي انتهى يوم 1 مارس، طبقًا لما أظهره تقرير معهد البترول الأمريكي، وهو معدل أقل بكثير من الارتفاع الذي جاء في توقعات المحللين، والذي يبلغ 2.1 مليون برميل، بحسب استطلاع أجرته رويترز.

وكشفت بيانات معهد البترول عن انخفاض مخزونات البنزين بمعدل 2.8 مليون برميل، بالإضافة إلى تراجع مخزونات نواتج التقطير بواقع 1.8 مليون برميل.

ومن المفترض أن تصدر البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء، وسيصبح الأسبوع الجاري هو الأسبوع السادس على التوالي الذي ترتفع فيه مخزونات النفط في البلاد، حال إعلان إدارة معلومات الطاقة عن زيادة في مخزون النفط الخام.