You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

الأخبـــــــار

الرئيسية  ← الأخبـــــــار  ← تراجم  ← كيف تستعد “بريطانيا” لتحقيق حلم الاندماج؟

كيف تستعد “بريطانيا” لتحقيق حلم الاندماج؟

الخميس ٠٨ فبراير ٢٠٢٤

تستعد إحدى المبادرات البريطانية لبناء محطة للاندماج النووي، بعد أن اختتمت مشروعًا مشابهًا مدعومًا من الاتحاد الأوروبي استمر لنحو 40 عامًا محققًا إنجازات كبيرة، ويسعى مشروع ستيب أو توكاماك القادم لإنتاج الطاقة من خلال الاندماج النووي، وهو مشروع بحثي وتطويري في مجال الطاقة النووية، يهدف إلى تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي باستخدام تكنولوجيا التوكاماك لإنتاج طاقة نظيفة ومستدامة، ومقرر تطويره في منطقة نوتيجمشير.

ويؤكد تيم بيستويك- نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الذرية البريطانية، وهوالذي يقود برنامج الاندماج البريطاني- على التطور الدراماتيكي في الاهتمام العالمي نحو طاقة الاندماج في السنوات الأخيرة، وشدد بيستويك على الحاجة الملحة لحلول الطاقة التي تمتلك خصائص الانصهار؛ لمواجهة التحديات المعاصرة، والتي تشمل أمن الطاقة منخفضة الكربون.

ويكمن الوعد المغري للتجريب في تكنولوجيا الاندماج النووي في قدرته على تكرار تفاعل توليد الحرارة مثلما يحدث في الشمس تمامًا، ما يمكِّن محطات الطاقة في جميع أنحاء العالم من إنتاج كميات غير محدودة من الطاقة.

ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتسخين البلازما من نظائر الهيدروجين-مثل الديوتيريوم والتريتيوم- إلى درجات حرارة قصوى، ما يقود الذرات إلى الاندماج وإنتاج الهيليوم والنيوترونات؛مما يولد الطاقة الهائلة ولا يولد أي نفايات إشعاعية؛ حيث يمكن الحصول على النظائر بسهولة، حتى في ظل وجود كمية وقود صغيرة.

ولكن وعلى الرغم من مرور أربعة عقود من التجارب، لا تزال الجدوى التجارية للاندماج النووي غير واضحة، ولكن للمملكة المتحدة دور محوري في أبحاث الاندماج من خلال “الجيت”- وهو مشروع تعاوني يضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا والمملكة المتحدة وأوكرانيا- في أوائل عام 1980.

وحقق المشروع- الذي افتتحته الملكة إليزابيث الثانية عام 1984- العديد من الإنجازات مثل إنتاج أول بلازما للديوتيريوم والتريتيوم في عام 1991، بالإضافة إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي لإنتاج الطاقة في عام 1997. ومع ذلك فإن إنجازات جيت حتى عام 2021، على الرغم من كونها إنجازات كبيرة، فإنها تؤكد على الفجوة الكبيرة بين الإنجازات التجريبية وتوليد الطاقة العملي.

وأشادت ميلاني ويندريج- الرئيس التنفيذي لشركة فيوجن إنيرجي إنستايتس- بمساهمات جيت الدائمة في أبحاث الفيزياء، لكنها أشارت في الوقت ذاتهإلى أن العمل استغرق وقتًا تجاوز التوقعات الأولية، ويشير الابتعاد عن مشروع جيت التجريبي إلى مشروع ستيب إلى رغبة لندن في الانتقال من التجريب الأكاديمي إلى التنفيذ العملي وتوفير كهرباء للشبكة بطريقة مجدية اقتصاديًّا. وأوضح ديفيد جان- رئيس المشروع لحلول الاندماج الصناعي في المملكة المتحدة- أنه من المقرر أن يتم تشييد مشروع ستيب في مبنى محطة طاقة كانت تعمل بالفحم ولكن أوقف تشغيلها، وسيستفيد المشروع من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة التعلم الآلي، لفحص النماذج الأولية الرقمية، ووضع اللمسات الأخيرة على التصميمات.

ويتميز مشروع ستيب عن باقي المشروعات حتى من حيث الشكل؛ إذ سيتبنى المشروع شكل “التفاحة ذات القلب النحيف”. وتم إعداد هذا التصميم المبتكر- والذي تم تصميمه من خلال تقريب البلازما شديدة السخونة من جدار الماكينة- لكي يصبح أوفر من حيث التكلفة وإن كان يتطلب خبرات هندسية كبيرة.

وعلى الرغم من تلك التحديات الهندسية، يقدم الاندماج النووي مزايا كبيرة أفضل من الانشطار، خصوصًا إذا ما وضع في الحسبان مسألة عدم وجود متطلبات لتخزين النفايات المشعة على المدى الطويل، فالتريتيوم- وهو المكون الوحيد المشع- لا يشكل عقبة لا يمكن التغلب عليها للوصول إلى المنشأة، كما يتضح خلال الزيارة التي قامت بها صحيفة فاينانشال تايمز إلى منشأة أوكسفوردشاير.

بينما يشرع “جيت” في بدء مرحلته الأخيرة من التفكيك تستمر المناقشات بشأن تركيز المملكة المتحدة الفريد على الخطوة الجديدة، والمتمثلة في دعم حكومة الولايات المتحدة المتنوع للعديد من الشركات الناشئة ومنها ستيب.

ويدعو ويندرينج إلى العمل البراجماتي، مؤكدًا على ضرورة التجريب والابتكار لدفع طاقة الاندماج من الحلم والتجريب إلى الواقع، وبينما يطول الحلم بتوليد الطاقة من خلال الاندماج النووي، يعتبر بيستويك وزملاؤه مشروع ستيب مهمة لابد من إتمامها، مهما كانت العقبات التي تواجههم أو ستواجههم.