الرئيسية ← الأخبـــــــار ← أمن الطاقة ← نظرة على مستقبل الطاقة والمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
نقل موقع technical review middle east تحليلًا للباحث الدكتور نيل كويليام – مدير أبحاث الطاقة في SRMG Think- طرح فيه توقعاته فيما يخص الشرق الأوسط؛ حيث يعتقد الباحث أن المنطقة ستستمر في تطوير مشاريع النفط والغاز سعيًا لتحقيق أهداف إنتاج أعلى، على الرغم من إعطاء الأولوية لإزالة الكربون من الوقود الأحفوري لإطالة العمر الافتراضي للاحتياطيات الهائلة في المنطقة لأطول فترة ممكنة، كما ستزداد الاستثمارات في الغاز الطبيعي كوقود انتقالي ضمن عملية تحول الطاقة.
وبالتوازي مع ذلك، وبحسب الباحث، ستعمل بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تعزيز الاستثمارات في قدرات الطاقة المتجددة وشبكات التوزيع، من أجل تحرير الهيدروكربونات القيمة للتصدير واستعدادًا للتخلص التدريجي من النفط على المدى الطويل.
ومع وجود نصف الاحتياطيات المؤكدة من النفط والغاز في العالم، يهدف المنتجون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى أن يكونوا من بين آخر منتجي النفط في العالم، ويؤدي هذا الهدف، إلى جانب تأثير تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي الواقع، تعاني بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ندرة المياه وهي معرضة بشدة لتغير المناخ. ويظهر التأثير في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تواتر العواصف الرملية والجفاف.
حيث إن التركيز المتزايد على التقنيات منخفضة الكربون في صناعة النفط والغاز من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الحصة السوقية للمنتجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث يسعى المستوردون إلى اتخاذ تدابير لإزالة الكربون وخفض انبعاثات الوقود.
فإزالة الكربون من قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مدفوع بتغير المناخ، ولكنه مدفوع في نفس الوقت أيضًا بالمخاوف الاقتصادية والأمنية؛ حيث يسجل الجزء الأكبر من التحول حتى الآن ضمن قطاع الطاقة، ومع نمو اعتماد السيارات الكهربائية اكتسبت الطاقة المتجددة زخمًا؛ حيث زادت بأكثر من عشرة أضعاف في العقود الماضية.
ولكنها تحتاج إلى أن تقترن بالاستثمارات في البنية التحتية وتخزين الطاقة لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة الطموحة في المنطقة، وينبغي أيضًا إيلاء المزيد من التركيز لكفاءة استخدام الطاقة نظرًا لأن النمو في استهلاك الطاقة كبير وغير مستدام.
وفي سبتمبر/أيلول، تحدث أيمن بن سالم غلام- الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية في المملكة العربية السعودية- في المؤتمر الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية في طهران، وركزت تعليقاته على المركز الإقليمي للتغير المناخي بالمملكة، والمركز الإقليمي للتحذير من العواصف الرملية والترابية، والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، والتي تشكل جميعها جزءًا من مبادرة الشرق الأوسط الخضراء. وسرعان ما جاءت مشاركة غلام في هذا الحدث في أعقاب استعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ويمكننا القول إن تأثير تغير المناخ المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وتدهور الأراضي، والتصحر، وندرة المياه، والأمن الغذائي، وتلوث الهواء والماء، له تأثير واسع النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لقد توقع العلماء أنه بدون إعطاء أولوية أكبر لسياسات والتزامات تغير المناخ، فإن الكثير من جنوب العراق وإيران ودول الخليج العربي يمكن أن تصبح غير صالحة للسكن على مدى الخمسين إلى المائة عام القادمة.
وعلى الرغم من الصراعات فإن موضوع تغير المناخ سيستمر في فرض نفسه على جدول الأعمال الإقليمي، خاصة مع اشتداد آثاره. علاوة على ذلك، استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا مؤتمر الأمم المتحدة المَعْنِيَّ بتغير المناخ (COP28)، بناءً على توصيات مؤتمر الأمم المتحدة المَعْنِيِّ بتغير المناخ (COP27) في القاهرة؛ مما سلط الضوء على الجهود الإقليمية لقيادة أجندة المناخ، نيابة عن الجنوب العالمي.