الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تراجم ← هل يدخل النفط النيجيري مرحلة النفق المظلم بعد بيع “شل” لأصولها؟
قالت وكالة رويترز إن خروج عملاق النفط شل من قطاع النفط البري بنيجيريا يلقي الضوء على الأخطار التي تواجهها الشركات الكبرى في إفريقيا، لكن ذلك أشاع الأمل في أن تتمكن الشركات المحلية من أن تعكس اتجاه الإنتاج بدلتا النيجر نحو صعود مرة أخرى.
وتعد شل رائدة صناعة النفط في العالم والمنطقة، وأبرز الشركات التي تخرج من الدلتا، وهي المنطقة التي تعاني من التلوث وسرقة وتخريب خطوط الأنابيب؛ إذ أعاقت تلك المشكلات- بحسب رويترز- الاستثمار النفطي في تلك المنطقة لسنوات وسنوات؛ ما أدى إلى خنق الإنتاج وتقويض الحكومة.
ويتناسب بيع الشركة لفرعها لصالح خمس شركات محلية مع الاتجاه المستمر لشركات الطاقة الغربية التي تقوم بتصفية استثماراتها في حقول النفط النيجيرية البرية، مثل: شركة إكسون، وشركة إيني الإيطالية، وشركة إكوينور النرويجية، وشركة أداكس الصينية التي أبرمت ذات الصفقات لبيع أصولها في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ونقلت رويترز عن أندرو ماثيني – كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس – قوله إن نيجيريا تواجه مشاكل راسخة في السياسة في قطاع النفط؛ بسبب المخاوف المتعلقة بسياسة العملات الأجنبية وتأثيرها على الاستثمارات.
“It explains a significant portion of the decline in oil production in recent years.”
Reuters Graphics
وتولى الرئيس بولا تينوبو منصبه في مايو الماضي، متعهدًا بإزالة العقبات التي يواجهها المنتجون، بما في ذلك إنهاء سرقة النفط الخام وتخريب خطوط الأنابيب. ولكن على الرغم من انقضاء سبعة أشهر من رئاسته، لا تزال عملية بيع الأصول دليلًا على فشله في إحداث أي تغيير داخل هذا القطاع.
وقال سي أوجولوجبي – كبير المحللين في الاستشارات الأمنية – إنه إذا تركت الشركات الآن العمليات البرية الأقل كثافة في رأس المال للتركيز على العمليات الخارجية، فإنها بذلك تدق ناقوسًا تعلن فيه الخطر الذي تنطوي عليها ممارسة الأعمال التجارية ككل في نيجيريا.
SPILLS, CASH AND INCOMING COMPANIES
وكانت حصة شركة شل من الإنتاج قبل عشر سنوات تصل إلى 300 ألف برميل من النفط يوميًّا، وانخفضت تلك الحصة في عام 2022 إلى 131 ألفًا، وألقت الشركة باللوم على عمليات التخريب والسرقة في دلتا النيجر، وفقًا لما نقلت رويترز عن التقارير السنوية لشركة شل.
وقال خبراء الصناعة إن شل وإكسون وغيرهما من الشركات الكبرى التي كانت تأمل في سحب الاستثمارات لا تضع الكثير من الأموال في تطوير الأصول البرية؛ ما يؤدي إلى تسارع خفض الإنتاج.
وفي السياق ذاته قال روجر براون – الرئيس التنفيذي لشركة سيبلات للطاقة بنيجيريا – إن الشركات الاستثمارية الكبرى خفضت أعمالها في المناطق البرية، وأشار براون إلى المشكلات المحلية والحقيقة القائلة بأن شركات النفط يجب أن تتنافس على النقد مع أصولها في مناطق أخرى، مثل غيانا، والتي يمكن أن تبدو أكثر جاذبية.
وأضاف براون أنه يعتقد أن الشركات المستقلة ستحصل على إنتاج أكثر من شركات النفط العالمية؛ لأن لديها الرغبة في الاستثمار.
ولا تزال شركة سيبلت في انتظار الموافقة التنظيمية على صفقتها – التي أعلنت عنها في فبراير2022- لشراء أصول شركة إكسون، فيما قال وزير النفط النيجيري إن بيع أصول شل سيتم الموافقة عليه بمجرد تسلم كافة الأوراق المطلوبة، مضيفًا أن الشركات المحلية ستكون قادرة على حلحلة الأزمة وملء الفراغ الذي تركته الشركات العالمية.
وتمكنت بعض الشركات المحلية – بما في ذلك سيبلات، وفيرست إي أند بي، وهيريتيج – من زيادة الإنتاج وتقليل الانسكابات النفطية على الأصول المشتراة من شل.
وعلى الجانب الآخر لم ينجح البعض الآخر، مثل إيتيو إيسترن إي أند بي، وإروتون للتنقيب، والتي عانت من تسرب خطوط الأنابيب وانسكابات النفط.
وقال ريتشارد برونز- رئيس قسم الجغرافيا السياسية في شركة إنرجي أوبسبكت ومقرها لندن- إن الشركات المحلية تفتقر إلى الثقل المالي لشركات النفط الكبرى؛ مما قد يؤثر على الإنتاج في المستقبل.
ومع ذلك، قال براون إنه إذا لم تستثمر شركات النفط الكبرى، فإن وصولها إلى رأس مال أرخص لا يهم؛ فالبنوك المحلية وبعض المقرضين الدوليين وتجار النفط هم أيضًا مصادر للنقد بالنسبة للشركات المحلية.