الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تراجم ← هل يصبح عام 2024 انطلاقة قطاع الطاقة المتجددة في إفريقيا؟
تتجه قارة إفريقيا نحو تحول حاسم في قطاع الطاقة المتجددة، ويأتي ذلك في ظل تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والشمس؛ لتلبية احتياجات القارة من الطاقة وسد الفجوات الحالية.
ولكن تواجه القارة السمراء تحديات عدة في مجال الطاقة المتجددة؛ إذ يعيش نصف سكانها – البالغ عددهم 600 مليون نسمة – بدون كهرباء، كما يعاني الملايين الآخرون من انقطاعات تيار كهربائي غير منتظم.
وتلعب الطاقة الشمسية دورًا بارزًا في طموحات تحقيق استدامة وموثوقية الإمدادات الكهربائية؛ حيث تتوفر ظروف مميزة لتوليد الطاقة الشمسية في معظم مناطق القارة، وأكدت فعاليات بارزة – مثل مؤتمر المناخ COP28 وقمة المناخ الإفريقية – على أهمية الاعتماد على هذا العنصر المميز بالطاقة.
ومع ذلك، يظل التحدي الرئيسي هو تحويل التوصيات إلى حقيقة واقعة على الأرض، وتقدر وكالة الطاقة الدولية حاجة القارة إلى 28 مليار دولار سنويًّا حتى عام 2030 لتعزيز استثمارات القطاع الخاص، وهو ما يزيد عن أكثر من عشرة أضعاف المستوى الحالي.
فعلى سبيل المثال يظهر تقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2023، أن منطقة غرب إفريقيا تواجه تحديات جسيمة في تأمين الكهرباء، على الرغم من وجود إمكانات مهدرة في مجال الطاقة المتجددة، وتقدر تلك الإمكانات بألفي جيجاوات في الوقت الذي يعاني حوالي 220 مليون شخص في هذه المنطقة من نقص في خدمات الكهرباء، وتُعتبر هذه الأرقام من بين أدنى معدلات الوصول إلى الكهرباء في المنطقة، ويرجع ذلك لارتفاع تكاليف الطاقة الكهربائية في غرب إفريقيا بشكل يفوق معدلاتها في مناطق أخرى جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.
تحديات لوجستية:
مع ذلك، تظهر تحديات لوجستيةعلى الساحة في بعض المناطق؛ إذ لا تتحمل بعض الشبكات المحلية التطوير السريع للطاقة المتجددة.
وفي هذا السياق، يعتبر تحسين البنية التحتية للشبكات على الصعيدين الوطني والإقليمي أمرًا ضروريًّا لضمان استدامة هذا التحول.
بجانب الشبكات، تتزايد أهمية مشاريع تخزين الطاقة كوسيلة لتجاوز التقطع في إمدادات الطاقة، وهو ما يسهم في جعل مشاريع الرياح والشمس أكثر استقرارًا، وتؤكد مديرة صندوق البنية التحتية لإفريقيا الناشئة على أن مشاريع البطاريات ستكون محورًا هامًّا في هذا العام؛ مما يعكس التزايد في اعتماد هذه التقنيات لتحسين استقرار إمدادات الطاقة في المنطقة.
بارقة أمل :
أكدت بيانات نشرتها صحيفة أفريكان بيزنيس أن الشركات الإفريقية قد بدأت بالفعل اللجوء إلى الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء كبديل لنقص التيار الكهربائي، كما يشير القطاع أيضًا إلى توسع شركات المرافق في قطاع الطاقة المتجددة.
وحققت إفريقيا رقمًا قياسيًّا في إنتاج الطاقة المتجددة بلغ 3.7 جيجاوات، مسجلة نموًا سنويًّا بنسبة 19%، وفقًا لتقرير الجمعية الإفريقية لصناعة الطاقة الشمسية (AFSIA)، وهي جمعية غير ربحية تأسست عام 2013 لتعزيز تطوير واستخدام الطاقة الشمسية بالقارة.
وكانت الجمعية ذاتها قد أشارت في وقت سابق إلى ندرة مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق في إفريقيا مقارنة بالدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين، وعلى الجانب المقابل، كانت 65% من الطاقة المضافة في العام الماضي ناتجة عن مشاريع تجارية وصناعية، وكان الجزء الأكبر منها في جنوب إفريقيا.
ووفقًا لتقرير الجمعية، استجدت الشركات الإفريقية بديلًا للطاقة نظرًا لغياب المرافق الكهربائية الضرورية؛ حيث اعتمدت على الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء بتكلفة منخفضة.
وفي السياق ذاته، تتجه شركات المرافق نحو قطاع الطاقة المتجددة لتأمين إمدادات الكهرباء وحلحلة أزمة الطاقة، فمن المقرر أن تبدأ جنوب إفريقيا جولة جديدة من المشروعات المستقلة لإنتاج الطاقة لتغطية النقص المتزايد في إمدادات الكهرباء في البلاد.
وبشكل عام فإن التحدي لا يزال قائمًا- سواء أمام الحكومات الإفريقية أو الجهات المانحة – في توفير الوصول إلى الطاقة لمجتمع إفريقيا الفقير الذي يعيش على حافة نقص الموارد بين الجوع والفقر.