بلغت خسائر العالم الاقتصادية نتيجة الكوارث الطبيعة في 2023، حوالي 250 مليار دولار بمتوسط 60% من متوسط الإجمالي العالمي السنوي، بينما انخفضت الخسائر المُؤمَّن عليها إلى 95 مليار دولار في عام 2023، عن 125 مليار دولار في 2022. ويوضح الشكل إجمالي الخسائر والخسائر المُؤمَّن عليها للكوارث الطبيعة في الفترة من 2021 إلى 2023، بالمليار دولار:

ويفسر الفجوة الكبيرة بين إجمالي الخسائر والخسائر المُؤمَّن عليها نوعية وموقع هذه الكوارث؛ حيث إن إجمالي خسائر العالم الاقتصادية في الفترة من 2021 إلى 2023 طبقًا لنوعية الكوارث الطبيعة بالمليار دولار هي:

رسم توضيحي 1Our World in Data

وبالنسبة لموقع الكوارث الطبيعية، كانت سلسلة الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا في مطلع عام 2023، هي الأشد فتكًا منذ عام 2010؛ حيث بلغت الخسائر 50 مليار دولار، بينما بلغت خسائر إعصار “دوكسوري” الذي ضرب الفلبين ثم الصين في يوليو 2023 نحو 25 مليار دولار، بينما كانت خسائر إعصار “أوتيس” في أكتوبر الماضي على الساحل الغربي للمكسيك أقل قليلًا، وبلغت 12 مليار دولار، وكان إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية وبعض مدن أوربا له تأثير مدمر على المدينة، فأدى إلى اختفاء أكثر من 25% من المدينة، وقُدرت التكاليف الاقتصادية بحوالي 1.5 مليار دولار.

ومن التحليل السابق نلاحظ أن أكثر القطاعات تأثرًا بالكوارث الطبيعة هو قطاع السياحة؛ وبالتالي تأثر البلدان التي تعتمد على السياحة لتحقيق النمو الاقتصادي، وتشير العديد من الأبحاث إلى أن نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يتم تدميره بحلول عام 2070 في هذه البلدان.

وطالبت شركات إعادة التأمين بأسعار أعلى بكثير للتغطية؛ حيث كشفت شركة هيسكوكس للتأمين على مؤشر فايننشال تايمز 100 أن أسعار إعادة التأمين ضد الكوارث الطبيعية في أمريكا الشمالية ارتفعت بنسبة 43%على أساس سنوي.

كما أفادت التقارير أن ما يقرب من 90% من الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في أوروبا لم تكن مؤمَّنة في النصف الأول من عام 2023. لقد كانت هناك فجوة كبيرة في الحماية والتأمين على الكوارث الطبيعية، بمعنى أن هناك فارقًا كبيرًا بين التكلفة الإجمالية للخسائر الاقتصادية ككل وبين تكلفة الخسائر الاقتصادية المُؤمَّن عليها؛ ولذلك يجب اتخاذ إجراءات تأمينية ضد الكوارث الطبيعة.