بدأت شركة Petrobras العملاقة للنفط والغاز – والمملوكة للحكومة البرازيلية – الإنتاج من سفينة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ في حقل نفط Mero العملاق في منطقة ما قبل الملح في حوض سانتوس قبالة سواحل البرازيل.

يقع حقل Mero في كتلة Libra على بعد أكثر من 180 كيلومترًا قبالة ساحل ريو دي جانيرو، وقد استأجرت شركة FPSO Sepetiba بموجب عقد إيجار وتشغيل لمدة 22.5 عام منذ ديسمبر 2019 مع SBM Offshore.

تشمل مرحلة التطوير الثانية – أو Mero-2 التي تمت الموافقة عليها في يونيو 2019- تدشين سفينة FPSO Sepetiba بقدرة إنتاجية تبلغ 180 ألف برميل من النفط يوميًّا وقدرة ضغط تصل إلى 12 مليون متر مكعب من الغاز.

ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لحقل Mero إلى 410.000 برميل/يوم، فهناك مرحلتان إضافيتان للتطوير تبلغ كل منهما 180.000 برميل في اليوم، وهما Mero -3 وMero -4قيد الإنشاء حاليًّا، ومن المتوقع أن تبدأ تلك الحقول الإنتاج بحلول عام 2025.

ومن المعلوم أن Sepetiba هي جزء من نظام الإنتاج الذي يشمل الحفر والتحضير لاستكمال ثمانية آبار منتجة وثمانية آبار حقن المياه، والغاز التي يتم ربطها بالوحدة؛ حيث تم تصميم السفينة من أجل إحراق روتيني صفري لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مع إعادة حقن الغاز المصاحب في الخزان.

وبالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا النظام مزودًا بتقنيات مبتكرة لتعزيز كفاءة الإنتاج وتمكين نشاط احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه؛ حيث يتم إعادة حقن الغاز الغني بثاني أكسيد الكربون2 في الخزان لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وينتج حقل Mero حوالي 230 ألف برميل من النفط و15 مليون م3 من الغاز يوميًّا.

وقال باتريك بويان ريس- رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة TotalEnergies- إن بدء إنتاج شركة Mero-2 يعد علامة فارقة جديدة في تاريخ شركة TotalEnergies في البرازيل، وهي منطقة نمو رئيسية للشركة؛ بفضل مواردها الهائلة وإنتاجيتها ذات المستوى العالمي؛ فشركة Mero للتطوير تتميز بإنتاج نفط منخفض التكلفة ومنخفض الانبعاثات، بما يتماشى مع استراتيجية شركتنا.

كما يعد Mero ثالث أكبر حقل في البرازيل، بعد TupiوBúzios، قرابة منطقة ما قبل الملح في حوض سانتوس، وكانت Petrobras قد كشفت في 2023 عن تشغيل 11 وحدة إضافية من وحدات بناء السفن في طبقة ما قبل الملح البحرية في البرازيل بحلول عام 2027.

يذكر أن البرازيل تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط، تقدر بنحو 160 مليار برميل؛ ما يجعلها ثالث أكبر دولة في العالم من حيث احتياطيات النفط، وقد بدأت البرازيل في إنتاج النفط في عام 1953، ولكن الإنتاج كان محدودًا في البداية؛ حيث بلغ 100 ألف برميل يوميًّا فقط في عام 1960.

وشهد إنتاج النفط في البرازيل طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، وذلك بعد اكتشاف حقول نفط كبيرة في طبقة ما قبل الملح، والتي تقع على عمق يصل إلى 5 كيلومترات تحت سطح البحر قبالة السواحل البرازيلية، وقد بدأ الإنتاج من هذه الحقول في عام 2006، ووصل إلى 2.84 مليون برميل يوميًّا في عام 2023.

ونتيجة لذلك، أصبحت البرازيل أكبر منتج للنفط في أمريكا اللاتينية، وثامن أكبر منتج للنفط في العالم، وساهمت طفرة النفط في البرازيل في تعزيز اقتصاد البلاد، وزيادة الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة.

ويتوقع أن يستمر الإنتاج النفطي في البرازيل في الارتفاع في السنوات القادمة؛ حيث تخطط شركة Petrobras لزيادة الإنتاج إلى 4 ملايين برميل يوميًّا بحلول عام 2027.