جاءت الطاقة النووية في كولورادو الأمريكية وخاصة في مدينة بويبلو، بوصفها الحل الأفضل والأمثل بعد رحلة طويلة للبحث عن منقذ لتفادي الخسائر الاقتصادية، والتي شهدت إغلاق آخر وحدات محطة لتوليد الكهرباء من خلال الفحم.

والجدير بالذكر أن اللجنة الاستشارية أجرت دراسة في بويبلو، وعبرت خلالها عن أن توليد الكهرباء من الطاقة النووية سيجنِّبها خسائر كبيرة، خاصة بعد آخر إغلاق بمحطة توليد الكهرباء من الفحم والتي تقع في كومانشي.

وبالفعل اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير وأساسي على محطات توليد الكهرباء بالفحم والغاز الطبيعي خلال الأعوام الماضية، ولكن الطاقة النووية قد بدأت بالفعل في المساهمة بحصة والتي تعتبر مهمة من إجمالي الإنتاج السنوي للكهرباء.

وتشكلت لجنة استشارية PIESAC من 11 عضوًا، وجاء جميعهم من مدينة بويبلو على يد شركة إكسل إنرجي كولورادو، وتعتبر جزءًا من شركة إكسل إنرجي والتي اتخذت مقرًّا لها في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا.

وتقدم شركة إكسل إنرجي مجموعة مختلفة من خدمات خاصة بالطاقة، عن طريق توليد ونقل وتوزيع الغاز الطبيعي والكهرباء في 8 ولايات غرب الولايات المتحدة، وتم تشكيل لجنة هدفها تقييم وتقديم توصية لتوليد الطاقة النظيفة بالمستقبل.

ويذكر أن الشركة هدفها الوصول لنسبة 81% من إنتاج الكهرباء خالية الكربون بحلول عام 2030 ونسبة تصل لـ100% خالية من الكربون بحلول عام 2050، وفيما يتعلق بإنتاج الشركة من الكهرباء في عام 2022 كان يوجد نسبة مستخلصة من الفحم وبلغت نسبتها حوالي 27% وحوالي 31% من الغاز الطبيعي و36% من الرياح.

وتضم المحطة 3 وحدات لتوليد الكهرباء من الفحم في بويبلو، وتوقفت الوحدة الأولى بالفعل وبلغت طاقتها حوالي 335 ميجاوات وجاء ذلك في عام 2022، ويتوقع الخبراء إيقاف الوحدة الثانية والتي طاقتها 315 ميجاوات بنهاية عام 2025، ويُخطط لوقف الوحدة الثالثة بطاقة 750ميجاوات عن العمل بداية من يوم 1 يناير عام 2031، وتوجد بعض الآثار السلبية ناتجة عن إغلاق وحدة توليد الكهرباء الثالثة بمحطة الطاقة النووية في كولورادو، ويأتي التأثير بالسلب على اقتصاد مدينة بويبلو حيث تبلغ الخسائر المالية حوالي أكثر من 845 مليون دولار في الضرائب، والتي تمد وتمول المدارس والمكتبات ومناطق الحفاظ على البيئة والطبيعة.

وهناك بعض المقترحات، ويأتي أهمها توليد الكهرباء من الطاقة النووية المتقدمة ومحطات توليد الكهرباء من الغاز مع مراعاة تقنية احتجاز الكربون والتي تستعمل من أجل تقليل الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري.

وجاءت بعض المقترحات لتوليد الكهرباء في بويبلو بحلول عام 2034 تقنيات تخزين الطاقة والبطاريات المختلفة واستعمال الهيدروجين ليكون وقودًا أساسيَّا وبناء مرافق إضافية للطاقة الشمسية، وأكدت اللجنة على أنه لابد من الاختيار من بين اختيارين، يتمثل الاختيار الأول في بناء محطة للغاز مع احتجاز الكربون، ويتمثل الاختيار الثاني في استعمال الطاقة في بويبلو.

وأظهرت اللجنة ميلها لنشر الطاقة النووية في بويبلو، وصرحت قائلة إن ذلك سيضمن للمدينة فرصة للازدهار وتجديد اقتصادها الوطني والمحلي؛ لأن المشروع سيوفر بحسب اللجنة من 200 إلى 300 وظيفة برواتب تتراوح بين 60 ألف و200ألف دولار سنوي، وسيسهم بدفع ضرائب تقدر بحوالي 95.29 مليون دولار كل عام.