الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تراجم ← انخفاض في أسعار النفط رغم الصراع الإيراني الإسرائيلي
شهدت الأسعار العالمية للنفط انخفاضًا بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل؛ حيث سجل خام برنت- المقياس الرئيسي لأسعار النفط عالميًّا- انخفاضًا، لكنه ما زال يُتداوَل قرب 90 دولارًا للبرميل في صباح يوم الإثنين.
وكانت الأسعار قد ارتفعت بالفعل قبيل التصعيد الإيراني، مع اقتراب النفط الخام برنت من أعلى مستوى له خلال ستة أشهر في الأسبوع الماضي.
وقال محللون، للإذاعة البريطانية بي بي سي، إن الأسواق ستتطلع لرؤية كيف يمكن أن يؤثر الصراع على سلاسل التوريد العالمية.
وفي سياق مشابه عند اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في عام 2022، ارتفعت أسعار النفط إلى 120 دولارًا للبرميل بسبب مخاوف من الإمدادات إثر العقوبات الغربية على روسيا، وهي واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم، وأدى هذا الارتفاع ليس فقط إلى زيادة الأسعار في المضخات، ولكن أيضًا إلى زيادة أسعار السلع الأخرى لتغطية التكاليف المرتفعة.
وقال محللون إن رد فعل إسرائيل على الهجوم سيكون أمرًا مؤثرًا على الأسواق العالمية في الأيام والأسابيع القادمة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، قاربت أسعار النفط 92.18 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ أكتوبر، لكن في بداية يوم الإثنين انخفضت إلى ما دون ذلك عند 89.70 دولار.
وفي حين انخفضت أسعار النفط قليلًا، ارتفع سعر الذهب قليلًا، واقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق، ووصل إلى حوالي 2،400 دولار للأوقية.
وغالبًا ما يُعتبر الذهب استثمارًا آمنًا في أوقات الشك ما دعاه إلى الارتفاع بشكل حاد قبل نهاية الأسبوع.
وقالت محللة الطاقة فاندانا هاري، لبي بي سي، إن انخفاض سعر النفط يعني بوضوح أن سوق النفط لا يرى الحاجة إلى أن يأخذ في الاعتبار أي تهديد إضافي للإمداد في هذه النقطة.
لكن بيتر مكغواير من منصة التداول أكس أم توقع أن يكون سوق الطاقة متقلبًا، وأن ترتفع أسعار النفط إذا ردت إسرائيل بقوة على خطوة إيران.
وفي سياق متصل هبطت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يوم الإثنين مع تقييم المستثمرين لتأثير الهجوم، كما انخفض مؤشر الأسهم FTSE 100 في المملكة المتحدة بشكل طفيف أيضًا في التداول الأولي.
وعلى خلاف ما قاله السابقون قال “روس مولد”، مدير الاستثمار في شركة الاستثمار البريطانية أيه جي بيل، إن الأسواق بدأت الأسبوع بسلام نسبي.
ومع ذلك، قال إن استمرار ارتفاع أسعار الذهب بالقرب من مستويات قياسية يوحي بـ”قلق مستمر” بين المستثمرين.
وأضاف “مولد” أن الوضع سيظل مشحونًا، وبعيدًا عن الاضطرابات الجيوسياسية والإنسانية، يمكن أن يؤدي نزاع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار الطاقة وفك قوى البنوك المركزية جهودها الدقيقة لخفض التضخم.
فيما نقلت بلومبيرج عن العديد من رجال المال والبورصة مخاوفهم من التضخم وعواقب تصاعد الأسعار العالمية، والذي حذرت منه ذات الصحيفة عند بدء الصراع بين حماس وإسرائيل في أكتوبر الماضي، وأكدت كبرى الوكالات الاقتصادية أن المستثمرين العالميين كانوا يتخوفون من انجراف إيران إلى الصراع والتبعات الاقتصادية لذلك، سواء في أسعار البترول أو الذهب والدولار على حد سواء.
وبحسب بلومبيرج فالمستثمرون سيتطلعون اليوم إلى مخاطر المضاربة على النفط كدليل لكيفية الاستجابة، في ظل ارتفاع خام برنت بنسبة 20% تقريبًا هذا العام، وتداوله عند سعر يفوق الـ90 دولارًا للبرميل.
وعلى الرغم من عدم وجود تأثير لهذه الضربات على آبار البترول والإنتاج فإن بلومبيرج أشارت في الوقت نفسه إلى الأزمة في مضيق هرمز جنوبي البحر الأحمر والاضطرابات العسكرية فيه كأداة لتعطيل الإمداد والإنتاج؛ ما يؤدي إلى تعطيل شحنات الناقلات وما يترتب على ذلك من ارتفاع في الأسعار.