تضم الصين أكبر ممر للطاقة النظيفة في العالم والذي يمتد ليصل على مسافة أكثر من 1800 كيلومتر مع أكبر فرق لارتفاع منسوب المياه، ويتجاوز 900 متر ويعمل بإجمالي 110 مولدات للطاقة الكهرومائية بجانب الممر، الأمر الذي يؤدي لتوليد الكهرباء الخضراء باستمرار.

ويضم الممر ست محطات ضخمة للطاقة الكهرومائية على طول المنبع الرئيسي لنهر اليانجتسي والذي يعتبر أطول نهر في الصين، وهي محطة وودنغدي وبايهتان وشيلودو وشيانغجيابا وسد المضائق الثلاثة وقهتشوبا.

وخلال الفترة الأخيرة تم ربط المحطات الست بمنصة إنترنت صناعية، الأمر الذي يمثل اكتمال “العقل الصناعي” لأكبر ممر للطاقة النظيفة في العالم، ومن المقرر أن يؤدي لتعزيز الكفاءة التشغيلية والموثوقية للممر بشكل كبير.

وولدت محطات الطاقة الكهرومائية الست أكثر من 3.5 تريليون كيلووات ساعة من الكهرباء، الأمر الذي يوفر أكثر من مليار طن من الفحم القياسي، بالإضافة لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 2.8 مليار طن.

وتضم محطة بايهتان للطاقة الكهرومائية 16 وحدة هدفها توليد الطاقة الكهرومائية وتبلغ القدرة الإجمالية للمحطات حوالي 16 مليون كيلووات، وتم تشغيل الوحدات من خلال غمر المياه لمسافة تزيد عن 200 متر من الأعلى وتنتج كل دورة حوالي 150 كيلووت لكل ساعة من الكهرباء.

ودخلت جميع المحطات الخدمة في شهر ديسمبر 2022 الأمر الذي يمثل اكتمال أكبر ممر للطاقة النظيفة في العالم، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للسد حولي 170 ميجاوات، أما بالنسبة لسد الخوانق الثلاثة- والذي يعتبر أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في العالم- فتم تجهيزه بوحدات توليد طاقة تبلغ قدراتها 700 ميجاوات.

وتخضع الوحدات التي تبلغ قدراتها مليون كيلووات لتأثير ضغط الماء وسرعات الدوران والضغوط أعلى بكثير من المقارنة بالوحدات الأصغر، وأخذت مجموعة الخوانق الثلاثة الصينية زمام المبادرة في التعاون مع كبار مصنعي الفولاذ، والتي تهدف لتطوير ألواح فولاذية مقاومة للضغط القوى بمستوى 800 باسكال.

وتتيح منصة الإنترنت الصناعية لمحطات الطاقة الكهرومائية التعامل مع جميع سيناريوهات الأعمال بما في ذلك العمليات الذكية والصيانة والإصلاحات، الأمر الذي يعزز بشكل شامل العمليات الذكية ويدفع الرقمنة.

وممر الطاقة بعمق 768 كيلومترًا ويعمل على تحسين ظروف الملاحة في نهر اليانجتسي بشكل مطرد، وقد تم تحويل الأجزاء التي لم يكن من الممكن الملاحة فيها بالإضافة للممرات الواسعة، وظهرت عدة أرصفة للمياه العميقة على مستوى 5000 طن على طول الجزء الواقع في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غرب الصين، الأمر الذي يزيد من مزايا النقل المائي على طول نهر اليانجتسي والذي يعرف بأنه منخفض الطاقة ولديه فعالية من حيث التكلفة.