تستأنف شركة سوناطراك بالجزائر استثماراتها في قطاع النفط الليبي، وجاء ذلك بعد إعلان مؤسسة النفط في ليبيا عن رفع حالة القوة القاهرة في المناطق التعاقدية في 7 نوفمبر من العام الماضي، وفي ضوء ذلك اجتمع رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط في ليبيا “فرحات بن قدارة” يوم الأحد الموافق 14 يناير 2024، وجاء الاجتماع مع المدير العام للشركة الحكومية بالجزائر “رشيد حشيشي”، بالإضافة لعدد من المسئولين لمتابعة ما تم إنجازه.

ويُذكر أن الاجتماع شهد التوقيع على مذكرة التفاهم بين شركة سوناطراك بالجزائر ومؤسسة النفط في ليبيا، وتضمن الاجتماع أيضًا تمديد مدة مذكرة التفاهم لتكون عامين، بالإضافة لتعزيز وتوسيع مجالات التعاون الفنية في صناعة النفط والغاز والطاقات البديلة والتدريب، بالإضافة لتبادل الخبرات.

ووقع رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط بليبيا “فرحات بن قدارة” مع المدير العام لشركة سوناطراك “رشيد” ملاحق لتمديد اتفاقيات “الإبسا” للمنطقة 95/96، والهدف منه هو تعويض مدة التوقف بسبب حالة القوة القاهرة، ويأتي الهدف من الملاحق تمكين الشركات الحكومية في الجزائر من العودة لاستكمال الالتزام بالتعاقد في قطاع النفط الليبي.

واستهدفت الاتفاقية استئناف نشاط شركة سوناطراك في ليبيا، واستكمال والشروع فيتطوير حقول النفط والغاز المكتشفة في ليبيا،واستثمرت الشركة بالجزائر- والتي هي مملوكة للدولة- نحو 150 مليون دولار في قطاع النفط بليبيا، وأعلنت الشركة قبل عامين أنها تعمل على استثمار حوالي 50 مليون دولار في 3 قطع استكشافية قرب الحدود بين ليبيا والجزائر.

والهدف من الاستثمار تلبية الطلب على النفط والغاز في الأسواق العالمية، ويأتي بالفعل في مقدمتها السوق الأوروبية والتي يرتفع الطلب على الطاقة، خاصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، ويعتبر هو نفس الشهر الذي تم التوقيع على الاتفاق فيه.

والجدير بالذكر أن رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط السابق “مصطفى صنع الله” قد أشار لاحتياطيات الغاز المعلنة في ليبيا لتصل إلى 55 تريليون متر مكعب، ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم في حالة احتساب بعض الاحتياطيات في عرض البحر.

وصرح وزير النفط الليبي “محمد عون” أن شركة جزائرية تدعى “سوناطراك” تعتبر الشركة الأولى والوحيدة التي دخلت قطاع النفط في ليبيا، وأكد على عدم وجود شركات أخرى عربية حتى الآن، وصرح بأن مؤسسة النفط تخطط لجولة استكشاف خلال هذا العام 2024.

وأضاف الوزير أن ليبيا لديها خطة هدفها زيادة إنتاجها من النفط الخام ليصل إلى 2 مليون برميل خلال اليوم، ولكن تحتاج لفعل ذلك ما لا يقل عن فترة من 3: 5 سنوات لكي تصل لهذا الحجم الإنتاجي، ويعتبر ذلك مشروطًا بأن إدارة المشروعات والعمل على إنجازها تتميز بكفاءة وخبرة، بالإضافة للشفافية، وكان من المفترض أن يبلغ حجم الإنتاج 1.3 مليون برميل بشكل يومي خلال عام 2023 ولكن لم يتم ذلك.