You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

الأخبـــــــار

الرئيسية  ← الأخبـــــــار  ← أمن الطاقة  ← هل تستهين “الهند” بدعم الطاقة الذي أسهم في تحول “الصين”؟

هل تستهين “الهند” بدعم الطاقة الذي أسهم في تحول “الصين”؟

الأثنين ١٢ فبراير ٢٠٢٤

رغم مرور عقود من الترويج للتكنولوجيا المعروفة باسم “سي سي إس” – وهي تقنية للحد من ثاني أكسيد الكربون من المداخن وطمر الملوثات في أعماق الأرض – فإن في هذه الحقبة لم تنتج أكثر من عدد محدود من المحطات العامة؛ ولهذا الأمر تخطط المؤسسة البحثية التابعة للحكومة الهندية “نيتي أيوج” لالتقاط ما يصل إلى 70% من الانبعاثات الناتجة عن قطاع الطاقة في البلاد، والتعامل معها باعتبارها مجرد أمنيات، ولكن في أسوأ الحالات تعتبر قصر نظر.

وصرح مستشار الطاقة لمؤسسة بلومبرج نيوز “راجنات رام” بوجود وفرة من الفحم تعمل على استخدامها بشكل مستدام، ويعتبر ذلك نفس الطريقة التي تبنتها الصين قبل 15 عامًا في تخطيطها للطاقة، ولكن في ظل الثورة التكنولوجية تم افتتاح خيارات متنوعة هدفها الحصول على الطاقة بشكل رخيص وتكون نظيفة.

ويجب استيفاء شرطين هامين، يتمثل الشرط الأول في وجود مخزون كافٍ تحت الأرض هدفه تخزين غاز النفايات الناتج، ويتمثل الشرط الثاني في أن تكلفة الطاقة الأحفورية نفسها أقل من أي تكنولوجيا بديلة، وبالفعل لم تتمكن الهند من تحقيق الشرطين.

ويستخدم أكثر من 80% من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتم ضخه في باطن الأرض على نطاق تجاري على مستوى العالم ويتم استخدامه في حقول النفط، وتعتبر عمليه ضخ الغاز تقنية متبعة من فترة طويلة هدفها سحب المزيد من النفط الخام للسطح، الأمر الذي يحقق تدفقًا للإيرادات للمساعدة في توفير التكاليف الكبيرة للتخزين والاحتجاز.

ولكن الهند تعاني من وجود نقص في حقول النفط المحلية حيث يوجد 2.6 مليار طن متر فقط من سعة تخزين الكربون وتقدر بحوالي 359 مليار طن، الأمر الذي يكفي لتخزين عام واحد فقط من انبعاثات الهند.

والأمر الصعب هو تكلفة احتجاز وتخزين الكربون حيث تأتي الشريحة الأكثر قابلية للتطبيق من القدرة البالغة حوالي 359 مليار طن من حقن الكربون في رواسب المياه المالحة، ولكن لا تعمل هذه التكنولوجيا إلا في ظل وجود سعر للكربون جدير بالثقة.

وتعتبر بكين هي الرابحة من هذه التقنية والتي ظلت الصين تسعى للترويج لها منذ فترة طويلة امتدت لأجيال كاملة، وتعتبر طاقة الرياح أرخص بالفعل من توليد الفحم في الهند، وتعتبر الطاقة الكهرومائية مصدرًا غير مستغل، فالهند مثل الصين تستفيد من قربها من جبال الهيمالايا سريعة التدفق وتشكل مصدرًا غنيًّا بالطاقة النهرية.

والصين تعتبر مشغولة للغاية بتطوير مورد طاقة جديد، ولكن أهملت الهند الاهتمام بذلك القطاع وتخلت عن جزء كبير من مشاريعها حيث بلغت الطاقة الإنتاجية 17 ميجاوات، ويرجع ذلك للتعقيدات البيروقراطية، وتعمل الدولة على استغلال حوالي 29% من قدرتها على الطاقة الكهرومائية، ويتشابه هذا الوضع مع الطاقة الذرية، وتخطط الحكومة لزيادة قدرتها على توليد الكهرباء لتصل إلى ثلاث مرات بحلول عام 2031، وتتوقع الهند أن تحقق أكثر من حوالي ثلثي هذا الهدف، وتتوقع الهيئة الوطنية للكهرباء في الهند أن ينمو التوليد السنوي والذي يعتمد على الوقود بنحو 162 تيراوات لكل ساعة، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من إنجاز أهداف الطاقة الخالية من الكربون ولكن لم تحققها البلاد، ولو فشلت الإمدادات في قطاع الطاقة المتجددة فإن الفحم سوف يعوض الفارق إما من خلال استخدام تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه أو من خلال الاعتماد على تكنولوجيا جديدة ولكنها غير واقعية، ويجب على الهند أن تعطي المطورين الدعم الكامل لتحقيق أفضل طريقة لإزالة الكربون من قطاع الفحم وليس الاعتماد على دفن الانبعاثات فقط، ولكن الهدف هو التخلص من صناعة الفحم.