الرئيسية ← الأخبـــــــار ← تغيٌر مناخي ← هل هناك تغيرات في المناخ؟ ولماذا تسعى دول لتقويض الحلول الخضراء؟
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز الأمريكية إن هناك موجة جديدة من إنكار تغير المناخ قد أخذت في الارتفاع، حتى في ظل الاعتراف العالمي بالاحتباس الحراري الذي سببه الإنسان، وأشارت الدراسة إلى أن هذه الموجة تتمثل في انتشار مقاطع الفيديو المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تروج لنظريات المؤامرة حول تغير المناخ، وتحاول تشويه الحقائق العلمية التي تثبت حقيقة هذه الأزمة.
ويسعى هذا “الإنكار” إلى تقويض الثقة في حلول الطاقة الخضراء، وكذلك علوم المناخ والعلماء.
وقال التقرير الذي نشر يوم الثلاثاء إن هذه الأشكال من الإنكار شكلت 70% من الأكاذيب المتعلقة بتغير المناخ في مقاطع فيديو نشرت على مواقع مثل يوتيوب وإكس على مدى الست سنوات الماضية.
وتحظى مقاطع الفيديو التي تنكر المناخ بمشاهدة هائلة وصل مجموعها إلى ما يزيد عن 325 مليون مشاهدة، بناء على تقديرات الذكاء الاصطناعي لفرز وتصنيف المواد التي تم رفعها على المنصات المختلفة في الفترة من 2018 إلى 2023.
وكشفت الدراسة التي أجراها الدكتور ترافيس كوان من جامعة إكستر أن الأساليب القديمة لإنكار تغير المناخ قد تضاءلت؛ حيث تمثل 33% فقط من المعلومات المضللة المتداولة في الوقت الحالي؛ إذ عثر الباحثون على عدد أقل من الحالات التي تسلط الضوء على الطقس البارد أو العصر الجليدي القادم، على سبيل المثال، مع تزايد الأدلة على ظاهرة الاحتباس الحراري.
بدلًا من ذلك، ركزت غالبية الادعاءات على ثلاثة ادعاءات رئيسية جديدة هي: أن عواقب الاحتباس الحراري إما غير ضارة أو حتى مفيدة، أن علم المناخ غير موثوق به، أن الحلول المناخية المقدمة لن تنجح، وهو الادعاء الأكثر انتشارًا.
كما يدعي هؤلاء أن السيارات الكهربائية تنتج ثلاثة أضعاف التلوث الذي تنتجه محركات الاحتراق الداخلي؛ بسبب صناعة تلك السيارة من مواد نادرة.
في حين أن تصنيع السيارات الكهربائية يولد غازات دفيئة، فإن وكالة حماية البيئة الأمريكية والعديد من العلماء يتفقون على أن المركبات الكهربائية تتميز بانبعاثات أقل بكثير طوال عمرها مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبنزين، وينطبق هذا حتى عند الأخذ في الاعتبار مرحلة الإنتاج الأولية.
وزعم معهد هارتلاند- وهو مركز أبحاث سياسي أمريكي محافظ وتحرري- هو الآخر أن التحول إلى طاقة الرياح سيشمل القضاء على نصف غابات العالم وكذلك الحياة البرية والسهول المفتوحة، وأن سيناريوهات تغير المناخ ستكون أكثر سوءًا.
وتشير التقديرات إلى أن التحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية سيستخدم في الواقع منطقة مماثلة للبصمة الحالية لصناعة الوقود الأحفوري.
وتحدثت الدراسة عن ثيبلاز، وهي شركة إعلامية تضم 1.95 مليون مشترك في يوتيوب أسسها جلين بيك، المضيف السابق لشبكة فوكس نيوز؛ حيث زعم بيك أن تغير المناخ لم يلعب أي دور في حرائق الغابات في ماوي هذا الصيف “أو أي حرائق غابات”، على الرغم من الأدلة العلمية المتعددة.
وفي مقطع فيديو نشر في يوليو 2022 وشوهد 71 ألف مرة ، يدعي بيك أن إدارة بايدن تستخدم تغير المناخ كغطاء لمزيد من السيطرة الحكومية، وهي نظرية تدعي أن النخبة العالمية تحاول تفكيك الرأسمالية وإنشاء نظام اجتماعي جديد.
وفي سياق متصل قال عمران أحمد- الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، وهي منظمة مجتمع مدني في كاليفورنيا تأسست في 2015 بهدف وقف خطاب الكراهية على الإنترنت- إن الدراسة أظهرت أن القادة المؤسسيين والحكوميين بحاجة إلى التواصل بشكل أكثر فعالية حول كيفية التخفيف من آثار تغير المناخ.
وحظر موقع يوتيوب بالفعل إعلانات محتويات إنكار المناخ، لكن المركز قال إن الأشكال الجديدة للإنكار تمكنت من الإفلات من هذا الحظر.
من جانبها قالت المنصة إن سبب الحظر هو تعارض تلك المواد مع الإجماع العلمي الراسخ حول تغير المناخ.
ولكن المنصة أكدت في الوقت ذاته أن النقاش حول مواضيع تغير المناخ بما في ذلك السياسة العامة أو البحث في ذلك أمر مسموح به. ومع ذلك فإن تجاوز الخط الأحمر والوصول إلى إنكار تغير المناخ، يوقف عرض الإعلانات بخصوص ذلك المحتوى.
كما أعلنت يوتيوب أنها ستعرض روابط تحت تلك المقاطع لتوفير معلومات إضافية من أطراف ثالثة.